مدارات

صفحة التعليم والمعلم .. كوة أمل وسط ظلام التبعيث / علي عبد الكريم حسون

متطوعون كنا جميعا ، ملبين نداء تكليف الحزب لنا بالعمل في صفحة التعليم والمعلم ، التي تصدر أسبوعيا مرة واحدة في طريق الشعب . ولم تتوقف عن الصدور لحين إغلاق الجريدة على يد أزلام البعث الفاشي ..
نجتمع اسبوعيا كهيئة تحرير ، نعد الصفحة مقالة فمقالة ، ندققها ونفحصها ، لنرى مدى تطابقها مع سياسة الحزب التربوية ، آخذين بنظر الأعتبار ترصد " الحليف " الغادر لكتاباتنا .. مرة أبلغنا الحزب بأن البعث وفي احد اجتماعات " الجبهة " ، اعترض على صفحة التعليم والمعلم ، بإعتبارها تشير دائما، الى مقولة أحد المفكرين الماركسيين كلازمة ثابتة في كل عدد اسبوعي ، ولا تؤشر الى مقولة أحد التراثيين العرب المسلمين . عرفنا أنها كلمة حق أريد بها باطل ، ، فعندما وازنا في النشر ، لم يتوقفوا عن إنتقادنا .
المسؤول عن الصفحة هو الرفيق الراحل حسن العتابي ، كان لايؤشر فقط لأخطائنا اللغوية والأملائية فحسب ، بل يحاول جاهدا التوفيق بين حماسة عاطفية لدينا نحن الرفاق الشباب ، وبين إيصال سياسة الحزب التعليمية الى جمهور المعلمين والمدرسين والأساتذة والطلبة ، في ظل أجواء محمومة لسياسة شمولية وصلت ذروتها بتبعيث التعليم ، وجعله مغلقا أمام نشاط الحزب الشيوعي العراقي .
المشرف على الصفحة هو الرفيق الدكتور غانم حمدون "العمر المديد والصحة الوافرة له"، المتواضع في التعامل معنا ، للأرتقاء بخبرتنا في مجال التحرير، وصولا الى ان نكون محررين أكفاء .. يتحدث معنا مجتمعين أو فردا فردا ، بعد أن يرفع من صوت مؤشر الراديو ، واضعا إياه جنب جهاز التليفون ، للتشويش على تنصت أجهزة البعث علينا . يؤشر لنا على كل فقرة من مقالاتنا وتهميشنا على الكتابات التي تردنا . ملاحظاته لنا تنبع من قلب شيوعي كبير يحمله بين ثنايا جسده الناحل ، ونظرته الثاقبة التي لا تفارقه ، وهي تفصح عن نية غادرة للحليف ال?فترض سيوجهها لنا عن قريب .
أبو حافظ ابراهيم رشيد ، الحامل قلب شاب في جسده الخمسيني ، كان لولب الصفحة نشاطا وكتابة ، تتعداها للكتابة النظرية والفكرية الجادة في صفحات الثقافة الجديدة ، والتي دفع ثمنها غاليا بالسجن في "أبو غريب" أثناء عمله معنا .
كانت هيئة تحرير الصفحة برفاقها المحررين تضم الشيوخ ذوي الخبرة والكفاءة ، جنبا الى جنب مع الشباب المتدرب . فالرفيق أبو عصام بشعره الأبيض وهدوئه المميز ، يشير دائما وبحذر الى ما يراه ضروريا للتطوير .
البقية من الرفاق وهم : عز الدين أبو سردار / علي جاسم أبو سعد / الرفيق الأعرجي / علي عبد الكريم/ حسون أبو وليد / الرفيق المدرس شقيق الرفيق عبد الرزاق الصافي وأظن اسمه عبد اللطيف / خليل الفخري . كلهم شكلوا خلية نحل دؤوبة للارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية في العراق ولنشر الفكر التقدمي العلمي . في محاولة للأستفادة من فسحة العمل العلني ، والمرصود من أجهزة الفاشيست.