مدارات

الانبار.. خبراء: التقاطعات السياسية وراء تأخر الحسم العسكري

محمد علاء
أرجع خبراء سياسيون وأمنيون أسباب بطء العمليات العسكرية في محافظة الأنبار إلى "التقاطعات" بين القوى السياسية، اضافة إلى سعة مساحة الأنبار وارتباطها بمحافظة نينوى.
فيما أكدوا ارتباط القرار السياسي بعوامل اقليمية ودولية، لافتين إلى ان حسم القضية سياسيا سيسهم في تسريع الحسم العسكري.
وقال الخبير السياسي واثق الهاشمي في حديث مع "طريق الشعب" امس الثلاثاء: ان "المشاكل في محافظة الانبار سياسية ولوجستية اي بما يخص الجانب العسكري".
واضاف الهاشمي ان "المشاكل السياسية تتمثل في التقاطعات التي لاتزال موجودة، وموضوع اشتراك الحشد من عدمه، بالاضافة الى وجود مؤثر خارجي يدخل في هذا الاتجاه".
ولفت الى ان "لدينا معلومات تفيد بان هناك تحركا باتجاه الانبار قريبا على الصعيد العسكري، وسيكون هناك انجاز كبير جدا بعد ان طوقت القطعات العسكرية مراكز القيادة والسيطرة وقطعت طرق الإمداد، حيث كان هناك انجاز في داخل مدينة الانبار بعد مدينة الرمادي".
ورأى الخبير السياسي ان" الامر قد لا يستمر طويلا وسيكون هناك انجاز كبير في الانبار"، مبينا ان "المشكلة اللوجتسية تكمن في نقص العتاد والسلاح وعدم اكمال تدريب قطعات الحشد الشعبي من العشائر، فعندما تحرر الانبار يجب ان يكون لها صبغة من ان التحرير تم بيد العراقيين بكل مكوناتهم".
واشار الى انه "تم تسليح وتجهيز اكثر من 8 آلاف مقاتل من قطعات الحشد الشعبي من أبناء العشائر في الانبار ,والعدد من المقرر ان يصل الى13 الفا لكي يكون باستطاعتهم مسك الارض بعد تحريرها لانه لا تزال لدينا مشكلة اسمها مسك الارض، فالأمر سيكون بهذا الاتجاه"، مستدركا بالقول "لكن المشاكل السياسية لا تزال عالقة".
وشدد على ان "اصعب المعارك ستكون في الانبار بسبب كبر المساحة وديموغرافية الارض فيها بالاضافة الى وجود حدود مفتوحة مع سوريا تبلغ 600 كيلو متر يسيطر عليها داعش، كما ان مراكز القيادة والسيطرة كبيرة في الانبار، وداعش يعتقد ان معركته وخطه الاول سيكونان فيها".
وتابع بالقول: "لا استبعد عندما يبدأ الهجوم على الانبار سيقوم داعش بهجوم مضاد في تكريت وبيجي وسامراء وديالى كما كانوا يفعلون في السابق حتى يخففوا الضغط عليهم".
وختم بالقول: ان "داعش عدو عالمي وليس كما يطلق عليه تصغيرا تسمية جرذان او غيرها، فلديه تمويل خارجي ومراكز قوى ومتطوعون بأعداد كبيرة، بالاضافة الى ان الدول المجاورة لا تطبق قرار مجلس الامن الخاص بموضوع منع التهريب وضبط الحدود والمتسللين"، مبينا أن "داعش يجدد سلاحه فهناك مصادر تمويل له وهناك ضعف في الاداء من قبل دول الجوار بالتعاون مع العراق في هذه المسألة".
الى ذلك، بين الخبير الامني احمد الشريفي ان "العمليات في الانبار والموصل تحتاج الى قرار سياسي، ولذلك هناك بطء في سير العمليات".
واضاف الشريفي في حديث لـ"طريق الشعب" امس، ان "القرار السياسي يتعلق بمعطيات إقليمية ودولية ومحلية، لذلك من يبطئ العمليات هو القرار السياسي وليس الجانب العسكري"،مستدركا بالقول "وتبقى الامور بحسب المتغيرات السياسية ,فمتى مازال المؤثر السياسي تم حسم المعركة في وقت مبكر".
واشار الشريفي الى ان"السبب هو في ان هذه المنطقة بشكل او بآخر والتي تمتد من الموصل وصولا الى حلب تصنف على انها من اخطر واهم معابر الطاقة بالاضافة الى انها تعتبر من اهم خطوط النقل الاستراتيجية في المنطقة، لذلك هذه عوامل مهمة جدا في معادلة توازن القوى الاقليمية والدولية، وهذه الاسباب هي التي تحول دون حسم المعارك".
وتابع بالقول ان" بالنسبة لمسألة الارض فبمجرد حسم القضية سياسيا سيكون الحسم العسكري خلال ايام".
ولفت الخبير الامني ان "ارض المعركة تتبع أسلوب الكر والفر، وبالحقيقة داعش الان وبالتحديد في القواطع الشمالية استطاع ان يؤمّن جهدا ساندا فقد أمّن خطوط دعم لوجستي جديدة على مستوى التسليح والعتاد و على مستوى دخول دفق جديد من الانتحاريين وان الخطوط في هذه القواطع لم تقطع ولذلك حصل التراجع في هذه الاماكن".
وختم بالقول ان "داعش ليست منظمة ذات بعد عسكري فحسب وانما يقف خلفها مشروع سياسي وهذا المشروع لا يرغب في ان يخلق معادلة محددة بسقف زمني لان بقاء هذا التنظيم بشكل او بآخر يشكل ضواغط سياسية وهذه الضواغط فيها تخادم مع مشاريع اقليمية ودولية".
بدوره، شدد الخبير الامني هشام الهاشمي على ان "هذا التقدم حذر ويرجع الى اسباب كثيرة فهناك معرقلات من العدو، كنصبه شبكة كمائن متطورة، وإتباعه عمليات قتالية تختلف عن تلك التي استخدمها في جبهات صلاح الدين، بالاضافة الى ان مساحة الانبار هي اوسع من ان تغطيها القوات المشتركة وبالتالي ستبقى الى أمد أطول في هذا البطء".
واضاف الهاشمي في حديث لـ"طريق الشعب" امس، ان "التكتيكات الجديدة للقطعات العسكرية تحرز نتائج لكنها غير مطمئنة ولا يمكن ان نتفاءل بها"
ولفت الخبير الامني الى ان"انسحاب بعض القطعات من الحشد في بعض المناطق هو اوراق ضغط على الحكومة لتلبية متطلباتهم في مسألة الرواتب المتأخرة منذ ثلاثة شهور ونوع التسليح بالاضافة الى حاجتهم الى الغطاء الجوي".
ورأى الهاشمي ان"الامور لا تزال صعبة ومعقدة ولا يمكن الجزم بشيء لان الصورة هناك غير واضحة".