مدارات

برلين.. الآلاف يتظاهرون من اجل السلام

رشيد غويلب
سار الآلاف السبت الفائت في الشوارع وسط العاصمة الألمانية برلين متظاهرين في سبيل السلام والتفاهم بين الشعوب. وكان الشعار الرئيسي للتظاهرة، التي دعت اليها 180 منظمة تمثل حركة السلام والنقابات والحركات الاجتماعية وبدعم من قوى اليسار السياسية: " القوا السلاح".
وجرى التحشيد للتظاهرة في عدد من الولايات الألمانية، وهي تعد مقدمة لنشاطات متنوعة مرتقبة. وطالب العديد من المتحدثين بنزع السلاح، وايقاف تصدير الاسلحة الالمانية الى الخارج، وانهاء مشاركة الجيش الألماني في النزاعات الدولية. واكد المتحدثون والمتظاهرون على اهمية السلام في اوروبا عبر تعميق التعاون السلمي مع روسيا.وأكد المنظمون مشاركة اكثر من 8 آلاف متظاهر، فيما تحدثت الشرطة عن مشاركة 4 آلاف فقط. وكانت رئيسة كتلة حزب اليسار في البرلمان الاتحادي ساره فاكنكنخت ابرز المتحدثين في تجمع التظاهرة الختامي مؤكدة انه "يجب ايقاف هذه الحروب"، في اشارة منها الى مشاركة المانيا في الحروب الدائرة في افغانستان وسوريا. وانتقدت المتحدثة نفاق سياسة الحكومة الالمانية التي تدين السياسة العسكرية للبلدان غير الاعضاء في حلف الناتو مثل القصف الروسي داخل الأراضي السورية، بينما تصمت ازاء تدمير الطائرات الأمريكية المستشفيات السورية. وان على المانيا الاتحادية انهاء مشاركات الجيش الألماني في النزاعات العسكرية الدولية، وعليها ايضا ايقاف تصدير الأسلحة الى البلدان المتورطة في النزاعات مثل تركيا والسعودية.
وفي موقع انطلاق التظاهرة تحدث مايك ناغلر، عضو لجنة تنسيق حركة "أتاك" المضادة للعولمة ، وحذر من تصعيد سياسة العسكرة في المانيا، مشيرا الى ان الموازنة العسكرية للسنوات الثمانية المقبلة تضاعفت لتصل الى نحو 35 مليار يورو سنويا. وان "المبالغ التي ستوظف هنا ستكون على حساب الموازنة المخصصة للمدارس والنفقات الاجتماعية الأخرى. ويجب الوقوف بوجه شركات الصناعات العسكرية التي تحصل على المزيد من الارباح. وان السلام الدائم غير ممكن في الرأسمالية.
وشارك في التظاهرة كردوس كبير خاص بالشبيبة دعت اليه الشبيبة الشيوعية ومنظمات الشبيبة والطلبة القريبة من حزب اليسار.
ارتياح وتقييم ايجابي للتظاهرة
بعد انتهاء التظاهرة بسلمية تامة ، قيم المنظمون بارتياح وايجابية كبيرة مسارها، ووجهوا رسالة الى رؤساء الكتل النيابية في البرلمان الاتحادي ضمنوها ثلاثة مطالب مركزية في ضوء الكلمات التي القيت في التظاهرة، والشعارات التي رفعت خلالها، وهي:
تقليص الموازنة المخصصة للتسلح
لقد وصلت المبالغ المخصصة للتسلح الى مبالغ فلكية بلغت 40 مليار يورو، اي ما يمثل 1,2 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي.و الاهداف المتوخاة والموضوعة من قبل حلف الناتو للمستقبل تصل حتى الى 2 في المئة. ان حركة السلام تطالب بتخفيض هائل للموازنة الدفاعية، وتخصيص المبالغ التي ستتوفر لدعم البرامج الاجتماعية والبيئية، بدلا من تسليح الجيش الالماني والاستمرار في زجه بنزاعات دولية اخرى.
انهاء مشاركة الجيش الألماني في النزاعات الدولية
ان المانيا مشاركة بشكل مباشر، او من خلال تقديم الدعم اللوجستي في العديد من الحروب الدائرة اليوم. وتشمل القائمة على سبيل المثال افغانستان، العراق، ليبيا، سوريا، اليمن، مالي، والحرب في اوكرانيا.هذه المشاركات تسبب الموت والدمار للناس، ولا تحل النزاعات، بل تزيدها عمقا. وحركة السلام تطالب بانهاء مشاركات الجيش الألماني في هذه الحروب، والإيقاف الفوري لتصدير الأسلحة، التي تعمل على صب الزيت على نار هذه الحروب.
دعم الحلول السلمية للصراع
تؤكد حركة السلام على ان الحرب لا تصنع السلام. انها تقتل البشر وتصدمهم وتزعزع استقرار مناطق باكملها، وتؤدي الى تدويل النزاعات. وتدعو حركة السلام السياسية الى مقاطعة منطق الحرب، والانفتاح على منطق السلام. وترفض حركة السلام استراتيجية تعشيق الحرب والسلام. وبدلا من ذلك يجب ان تكون هيكلية الحلول السلمية ماديا بافضل جاهزية. وبمستطاع الحوار ان يفتح الطريق لنزع السلاح عالميا وبناء نظام امن عالمي.