مدارات

هل يعيد هامون رسم خارطة تحالفات اليسار في فرنسا؟

رشيد غويلب
فاز وزير التربية الفرنسي السابق بونوا هامون أول من أمس الأحد في الانتخابات التمهيدية التي نظمها الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم لاختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل
و تقدم هامون، الذي يعد ابرز ممثلي الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي بشكل كبير على رئيس الوزراء السابق، وممثل جناح الحزب اليميني مانويل فالس في الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية. حيث حصل على 58,65 في المائة من الأصوات، فيما حصل منافسه على 41,35في المائة.
ويمثل فوز هامون تحولا في سياسة الحزب الاشتراكي نحو اليسار، وإعلان القطيعة مع السياسة الإصلاحية للرئيس الفرنسي الحالي هولاند، والتي كانت سببا في تدني شعبيته، وحرمانه عمليا من الترشيح لدورة رئاسية جديدة. وفي أول تصريح له بعد اعلان النتائج أكد هامون إن اليسار ينهض هذا المساء من جديد ويسير على طريق المستقبل.
وفي الوقت نفسه يمثل فوزه خيارا صعبا، وحاسما بالنسبة للحزب الاشتراكي الذي يعاني شرخا عميقا في صفوفه جراء احتدام الصراع بين يسار الحزب ويمينه على خلفية السياسة اليمينية التي اعتمدها هولاند، والتي توجها بتمرير قانون عمل جديد شهدت فرنسا طوال شهور مناقشته حركة احتجاجية هي الأوسع في البلاد منذ عقود. ومعلوم ان العديد من نواب الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي قد دعموا الحركة الاحتجاجية وتبنوا مطالبها.
وهامون البالغ من العمر 49 عاما، والذي يعد من اشد معارضي الرئيس هولاند وحكومته، عبر عن عزمه على التراجع عن قانون العمل الجديد والذي مرر بواسطة توظيف المادة 49,3 غير الديمقراطية في الدستور الفرنسي التي تتيح للحكومة تمرير قوانين دون التصويت عليها في البرلمان. ومن مشاريع المرشح الاشتراكي العمل على توفير دخل بحد أدنى يبلغ 750 يورو شهريا. ومن غير المعروف إن كان الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي سيدعمه، على الرغم من ان غريمه فالس اعترف بهزيمته، وهنأ هامون معتبرا إياه مرشح عائلة الحزب الاشتراكي السياسية.
محاولة لتجميع أصوات اليسار
وأعلن هامون انه سيسعى إلى الاتصال بالمرشح الرئاسي لحزب الخضر، ومرشح حزب اليسار الفرنسي جان لوك ميلينشون المدعوم من الحزب الشيوعي الفرنسي. ومعلوم ان الحزب الشيوعي الفرنسي قرر في كونفرنس نظمه في الخريف الماضي دعم ميلينشون في انتخابات الرئاسة المقبلة، بالإضافة إلى تركه الباب مفتوحا للوصول إلى مرشح مشترك لجميع قوى اليسار بمعناه الواسع، والسؤال هو هل ينجح هامون في تجميع قوى اليسار الفرنسي المشتت حوله؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام والأسابيع المقبلة.
وتضع استطلاعات الرأي هامون في المرتبة الخامسة، وتعطيه 8 في المائة فقط ولذلك يرى الكثير من المراقبين إن فرصته محدودة في الانتصار على مرشح اليمين التقليدي فيلون، ومرشحة اليمين المتطرف الصاعدة ماري لوبان، فضلا عن وزير الاقتصاد السابق، والمرشح المستقل ايمانويل ماركون، الذي ارتفعت فرصه بعد الفضائح التي عصفت بمرشح اليمين المحافظ.
الفضائح تعصف بمرشح اليمين المحافظ
ويأتي اختيار هامون مرشحا لليسار وسط انشغال الطبقة السياسية الفرنسية -ومعها وسائل التواصل الاجتماعي بفضائح مرشح اليمين الفرنسي فرانسوا فيون، إثر اتهامه باختلاس أموال وخلق وظيفة وهمية لزوجته بينيلوب. وتتهم بينيلوب فيون بتلقي رواتب بلغت قيمتها زهاء نصف مليون يورو خلال قرابة عشر سنوات، مقابل عمل لم تقم به. وتناقلت وسائل الإعلام الفرنسية معلومات جديدة عن اختلاس فيون أموالا عامة عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ بين عامي 2005 و2007. ونقلت أسبوعية "لوجورنال دو ديمانش" أن فيون عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ تلقى سبعة شيكات باسمه بلغت قيمتها الإجمالية 21 ألف يورو، "وهي نوع من عمولة على أموال تدفع مقابل خدمات ".