مدارات

الناس خائفة من تداعي الوضع الأمني / احمد حسن الياسري

الناس خائفة من تداعي الوضع الأمني
بغداد ـ أحمد حسن الياسري:
أبدى مواطنون في بغداد، استياءهم من تردي الوضع الأمني، وتصاعد العمليات الإرهابية خلال الآونة الأخيرة، معبرين عن خوفهم وقلقهم من أن تستمر حالة اللااستقرار الأمني في ظل فشل القوات الأمنية في تأدية مهامها، متسائلين من يحمينا إذا كانت القوات الأمنية عاجزة؟!
وشهدت بغداد وبعض محافظات البلاد، خلال الأسبوعين الماضيين، العديد من الهجمات الإرهابية عبر التفجيرات والاغتيالات التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء.
وقالت الطالبة في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد غفران حامد لـ"طريق الشعب": "أنا خائفة جدا من خطورة الوضع الأمني، فهناك أحاديث اسمعها تفيد بوجود سيطرات وهمية في شوارع بغداد تقتل على الهوية، إضافة إلى استمرار مسلسل التفجيرات"، مشيرة إلى "إننا كطلبة مقبلين على امتحانات نهائية ومع تراجع الأمن ربما يؤثر علينا بدرجة كبيرة".
ووصلت حدة الخوف من التفجيرات الارهابية في مناطق العاصمة حد غلق بعض الأسواق الرئيسية والتجمعات العمالية (المسطر). أم محمد مواطنة تسكن في منطقة الزعفرانية قالت في تصريح لـ"طريق الشعب": ان سوق الزعفرانية بدأ يفرغ من البائعين والمشترين بسبب خوفهم من التفجيرات، لاسيما بعد ورود معلومات عن نية الجماعات الإرهابية بتفجيره". وأبدت أم محمد تذمرها من الوضع في البلاد عموماً، متسائلة إلى متى "تبقى دماء العراقيين تسيل في الشوارع؟".
أبو جاسم الذي يقف يومياً منذ الصباح الباكر، مع عدد من زملائه عمال البناء في تجمع (مسطر) بمنطقة بغداد الجديدة، بانتظار عمل عبر لـ"طريق الشعب" عن استيائه من تدهور الوضع الأمني، وقال: منعنا من الوقوف في هذا المكان صباحاً، بسبب وجود تهديدات إرهابية، ولكننا عدنا بعد ساعة من تركنا المكان، كوننا نعمل بأجر يومي، ما يعني أنني إن لم أعمل اليوم فلا طعام سيكون في بيتي. وأضاف أبو جاسم "إننا من عائلة فقيرة، ولا املك أي مورد أو مهنة غير العمل في البناء والوقوف في (المسطر)".
مرتض يحيى، أحد رواد المقاهي، يقول إن "المقاهي أصبحت كلها مستهدفة، وهي المتنفس الوحيد للشاب العراقي، بالتالي هذه التفجيرات ضيقت الخناق على الشباب وبالتأكيد هذا الأمر سينعكس على الحالة النفسية للشاب". ويتفق علاء ضياء، مع ما ذهب إليه يحيى، إذ يؤكد أن "الكثير من الشباب أصبحوا لا يرتادون المقاهي خوفاً من استهدافها من قبل الجماعات المسلحة".
ويصف المواطن وائل محمد بغداد بأنها "عاصمة للأشباح" إذ بدت شوارعها خالية من الناس والسيارات، خاصة بعد التفجيرات وقرار حظر السيارات "المنفيست".
وعلى خلفية سلسلة التفجيرات أجرى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي تغييرات في صفوف قادة الفرق والضباط من المراتب الكبار والوسطى، بينها تغيير قائد عمليات بغداد، وتغيير بعض الخطط الأمنية، لكنها محاولة على ما يبدو لم تغير من الواقع شيئاً إذا استمرت العمليات الإرهابية وبشكل مكثف.
المواطن عيسى يوسف حمل الحكومة مسؤولية كل الخروقات الأمنية، "فهي من يقع على عاتقها حماية أبناء الشعب"، وقال: إن القوات الأمنية فشلت في تحقيق الأمن بسبب اعتمادها على خطط فاشلة، أضافة إلى إنها مخترقة من قبل عناصر إرهابية.. وإلا كيف تمر سيارات مفخخة يقودها انتحاريون عبر السيطرات ونقاط التفتيش؟".
وانتقدت تضامن عبد الحسين موظفة في وزارة الثقافة، القائمين على إدارة الملف، مبدية امتعاضها من السيطرات الأمنية التي وصفتها بــ"الفاشلة ".
وقالت تضامن إن "حياتنا غير مؤمنة ونحن خائفون، ولم نخرج من البيت إلا في الحالات الضرورية"، موضحة أن "جميع الخطط الأمنية باتت فاشلة أمام الجماعات الإرهابية وسياراتهم المفخخة وكاتم الصوت".