مدارات

اسرائيل .. عشرات الآلاف يطالبون بالسلام العادل وحل الدولتين

رشيد غويلب
شهدت تل ابيب اخيراً تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من انصار السلام و نشطاء اليسار الإسرائيليين والفلسطينيين. وجرت التظاهرة التي دعت اليها حركة "السلام الآن" الاسرائيلية تحت شعار “دولتان وامل واحد” و “50 عاما على الاحتلال” في إشارة الى الذكرى الـ 50 لعدوان حزيران 1967.
وحيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتظاهرين برسالة قرأت امام الحشود عدة مرات. وقد قال فيها: "معًا سنصنع سلام الشجعان، لا يوجد صوت أعلى من صوت السلام العادل وحق الشعوب في التحرر وتقرير المصير. لقد حان الوقت لنعيش معا بسلام وأمن واستقرار، فالطريق الوحيد لإنهاء الصراع ومكافحة الإرهاب هو حل الدولتين بحدود الرابع من حزيران، دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل". وأضاف الرئيس الفلسطيني: "حان الوقت لإنهاء الاحتلال واعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، فالفرصة لا تزال مواتية ولن نسمح بإضاعة هذه الفرصة خاصة وأننا ما زلنا نمد يدنا للسلام ، فواجبنا من أجل الأجيال القادمة هو وضع حد للصراع. أنتم ونحن سنصنع سلام الشجعان".
وكان من اوائل المتحدثين في التجمع الكبير زعيم حركة "السلام الآن" افي بوسكيلا الذي قال: "نحن الذين نجتمع هنا في ساحة رابين ، نمثل أمل إسرائيل. لقد حان الوقت لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل". و اضاف ان التظاهرة هي رد على " سياسة اشاعة اليأس الذي تستمر عليها حكومة الاحتلال والعنف والعنصرية "، و "لقد حان الوقت لنثبت للإسرائيليين والفلسطينيين والعالم بأن جزءا هاما من السكان الإسرائيليين هو ضد الاحتلال ويريد حل الدولتين."
وقال رئيس القائمة العربية المشتركة ، اليساري الفلسطيني ايمن عودة “اننا اليوم في مواجهة حكومة يمينية متطرفة ، حكومة تمارس الكراهية ضد مواطنيها العرب ، حكومة تهمشهم وتسمح بقتلهم و تمرر تشريعات عنصرية غير ديمقراطية شعبوية ضدهم ، حكومة تمارس سياسة اخراس الالسن، ونحن نقف لنشكل كتلتنا الديمقراطية التي تدعو لانهاء الاحتلال وللديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية لكل المواطنين".
وبثت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي استطلاعاً للرأي اشار الى ان 47 في المائة من الاسرائيليين يؤيدون حل الدولتين بحدود 1967 ، مقابل 39 في المائة منهم يعارضون هذا الحل ويقف 14 في المائة على الحياد.
انتصار الاسرى المضربين
بعد 41 يوما متواصلة أنهى الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية اضرابا جماعيا عن الطعام استمر حتى الصباح الباكر ليوم 27 ايار. واشار بيان مشترك للجنة الفلسطينية لشؤون الأسرى، وجمعية السجناء الفلسطينيين، ان المشاركين في الاضراب قرروا انهاء "اضراب الحرية والكرامة" بعد مفاوضات استمرت اكثر من 20 ساعة، وبعد ان وافقت ادارة السجون الاسرائلية على العودة الى نظام الزيارتين شهريا لعوائل واقارب السجناء. وحسب المصادر الفلسطينية فان المفاوضات التي بدأت في 26 ايار مع ممثلي المضربين لم تتوصل الى نتائج ملموسة، الا بعد رضوخ ادارة السجون وموافقتها على التفاوض المباشر مع قائد الإضراب مروان البرغوثي، الذي كانت هذه الإدارة ترفض الحديث معه. ولم يتم الوصول الى اتفاق الا بعد وصوله الى السجن الذي تجري فيه المفاوضات. وفي الصباح الباكر ابلغ مروان البرغوثي تلفونيا ممثلي السلطة الفلسطينية، انه وافق على انهاء الإضراب مع بداية يوم الصيام الأول.
لقد كان الإضراب واحداً من اطول واكبر الاضرابات في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث شارك فيه، وفق المصار الفلسطينية، 1500 معتقل. وساهم في الاضراب معتقلون من مختلف المنظمات الفلسطينية: فتح، ومنظمات اليسار الفلسطيني، وحماس. وقد ادى الاضراب الى إحياء وتعزيز السعي الى الوحدة الوطنية والتضامن بين مختلف الفصائل الفلسطينية المنقسمة على بعضها. واعتبرت المؤسسات الفلسطينية السياسية والشعبية نتائج الاضراب نجاحاً جديداً على طريق نضال الشعب الفلسطيني. كما ان المضربين اجبروا الدولة الصهيونية على الاعتراف بشرعية قيادتهم ووجوب التفاوض معها، بعد ان ظلت 40 يوما ترفض ذلك.
وقد اضطر حكام اسرائيل الى الموافقة بعد ان بات واضحا اصرار المضربين على الاستمرار، وتوفر تأكيدات من مؤسسات صحية عالمية بشأن مؤشرات تدهور الحالة الصحية للمضربين، ما يعني زيادة الضغط الاقليمي والدولي على اسرائيل. هذا بالاضافة الى تصاعد التضامن مع المضربين في الاراضي المحتلة، وتصاعد حملات التضامن العالمي معهم.
من جانبها حاولت سلطات اسرائيل التقليل من اهمية النجاح الذي حققه المضربون، واضطرارها الى اجراء مفاوضات مباشرة مع البرغوثي والادعاء ان ما حدث هو تنفيذ لاجراءات طالب بها الصليب الأحمر الدولي، وان المفاوضات كانت فنية لا اكثر.