مدارات

مفاوضات العراق والسعودية تقارب ام تحالف؟

طريق الشعب
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن مفاوضات بين العراق والسعودية لتشكيل "تحالف جديد"، مشيرة إلى أن هذا التحالف من شأنه أن يعطى الرياض دورا رائدا في إعادة بناء المدن العراقية التي "مزقتها الحروب".
وذكرت "الغارديان" في تقرير نشرته الجمعة، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "المملكة العربية السعودية تجرى عددا من المباحثات مع الأطراف العراقية سعيا من جانبها إلى إعادة العراق إلى الحضن العربي، وإبعاده عن إيران".
تقارب ام تحالف
وأضاف التقرير الذي أوردته صحيفة "اليوم السابع" المصرية، أن "العراق والسعودية يتفاوضان على تشكيل تحالف جديد من شأنه أن يعطى الرياض دورا رائدا في إعادة بناء المدن التي مزقتها الحروب في العراق، مع تعزيز أوراق بغداد في الإقليم".
وأشار إلى أن "الاجتماعات التي جرت بين كبار المسؤولين من الجانبين على مدى الشهور الستة الماضية تركزت على إبعاد العراق عن جارته القوية والمنافسة القوية للسعودية، إيران، تلك التي ازداد نفوذها في الشؤون العراقية بشكل حاد منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003". ورأت الصحيفة البريطانية أن "الجمهورية العراقية والمملكة العربية السعودية كانتا تعتبران خصمين منذ فترة طويلة في المنطقة، لكن زيارة رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى الرياض الأسبوع الماضي، ورحلته إلى الإمارات العربية المتحدة، زادت من وتيرة العلاقات التي تم تحسينها بالفعل عن طريق الزيارات رفيعة المستوى التي جرت بين البلدين".
في الشهر الماضي أعلن العراق والسعودية أنهما بصدد إنشاء مجلس لتعزيز العلاقات الاستراتيجية. وأقر مجلس الوزراء السعودي إنشاء لجنة تجارية مشتركة لبحث الاستثمارات في العراق. ومؤخرا أعادت الدولتان فتح معبر حدودي مغلق منذ أكثر من 25 عاماً. إضافة إلى ذلك اتفق الجانبان على زيادة الرحلات الجوية المباشرة لتكون يومية. كما تدرس الرياض فتح قنصلية في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة والتي تعد قاعدة الصدر.
تجار الحروب وامراء الفتن
وفي سياق متصل، قال امام وخطيب الجمعة في مسجد الكوفة ضياء الشوكي، إن "حراك السيد مقتدى الصّدر والاستجابة إلى دعوات زيارة السعودية والإمارات تأتي لخلق مناخ جديد ولتفكيك بؤر التوتر والقطيعة وفتح عهد جديد من العلاقات بين الشعب العراقي وشعوب المنطقة تقوم على الاحترام والصداقة والتعاون".
واضاف الشوكي، أن "الصدر حريص على أن يكون طرفا فاعلاً في معادلة إطفاء الأزمات الطائفيّة التي أنهكت المنطقة، والتعاون من أجل نشر السلام والمحبّة بين الشعوب"، مبينا ان "هذه الزيارات ما هي إلا محطة أولية مهمة في تغليب إرادة العراق الأبي الحر على إرادة العملاء الأذلاء الذين باعوا العراق وأهله للأجنبي".
ووصف الشوكي، حراك الصدر بأنه "يشكّل ضربة موجعة وقاصمة للتبعية والذل"، موضحا أن "الصّدر استطاع أن يكشف للعالم اجمع ولدول المحيط العربي ولأبناء الشعب العراقي في المناطق الغربية صدقه وتعامله الإنساني والوطني واعتداله".
واشار الشوكي الى انه "يأسف لأولئك الذين انطلت عليهم دعايات تجار الحروب وأمراء الفتن ودعاة تمزيق أبناء الأمة الواحدة فالعراق موطن الأنبياء والأولياء والصالحين والمصلحين وبالتالي فهو يستحق من أبنائه الأحرار، أقصى قدر من التضحية والتحمل من اجل أمنه وأمانه واستقراره ورفاه شعبه".
ونبه الى إننا "شعب العراق ظُلمنا واعْتُدي على كرامتنا وقتل من شبابنا عشرات الآلاف ظلما وعدوانا، ودمرت مدننا وافتقد الناس أمنهم ونزحوا من ديارهم وحال الشعب من سيئ إلى أسوأ واغلب من تصدى للحكم فينا من سنة وشيعة لم ير الشعب منهم خيرا بل إن فجورهم وظلمهم وسرقاتهم وإهمالهم أمور الرعية أشهر من إن يذكرها ذاكر وفوق الظلم الفادح تفننوا في إذكاء نار الطائفية، وأفسدوا علاقات العراق بكل دول العالم، وكل طرف يهارش الطرف الآخر في لعبة المحاور والاستقطابات التي جعلت العراق ميدانا لتصفية الحسابات".