مدارات

الشيوعى المصرى: الارهاب الجبان يحصد أرواح المصريين أمام كنيسة الوراق

تأتى هذه الجريمة البشعة فى سياق من الممارسات الاجرامية التى اقترفتها جماعات التأسلم السياسة بقيادة جماعة الاخوان المحظورة والتى اتخذت أشكالا عدة, بدء بالقتل المباشر مثلما حدث من اغتيال جنودنا فى رفح وباقى مناطق سيناء والداخل وما تلاه من جرائم قتل وتمثيل بأجساد رجال الشرطة فى كرداسة والمنيا والفيوم وأسوان .. الخ. ومرورا بالاعتصامات الدموية المسلحة مثلما حدث فى اعتصامى رابعة والنهضة وما صاحبهما وأعقبهما من المظاهرات التخريبية التى لم تتوقف حتى الآن. وانتهاء بالتفجيرات والاعتداء على المنشآت وتدمير الكنائس وأقسام الشرطة والقتل العشوائى كالذى تم ليلة أمس أمام كنيسة الوراق بالقاهرة.
ان كل هذا العنف انما يجسد عدة معان لابد من ايرادها:
1- ان هذه الممارسات انما تبرهن بجلاء على تجرد هذه الجماعات من أى معنى للانتماء الوطنى أو الانسانى, فهم يدمرون البلد الذى ينتمون اليه ويقتلون أهله غيلة وغدرا دون أن يطرف لهم جفن. بل انهم لايتورعون عن ابداء غبطتهم كلما حدثت كارثة للبلاد .. حتى ولو كانت فى حجم هزيمة كروية. بل ان النزعة الانتقامية من مصر وشعبها, وبخاصة من المصريين المسيحيين تبدو واضحة ولا تخطئها العين.
2- ان التطورالملحوظ فى وتيرة العنف ووصوله الى مرحلة استهداف ما يسمى ب"الأهداف السهلة", كالقتل العشوائى أمام كنيسة الوراق, انما يعكس افلاسا واضحا لهذه الجماعات واحساسا بأن قضيتهم تخسر بصورة يومية ومتزايدة, وأن المظاهرات العنيفة ومهاجمة قوات الجيش والشرطة لم تعد مجدية ولا ممكنة بفعل قوة وصلابة الموقفين: الشعبى والرسمى فى مواجهتهم. وهو ما يعنى قرب نهاية هذا الارهاب وهذه الجماعات بحد ذاتها, وان استمر عنفها الى حين.
ويهدف هذا العنف المجنون بكل أشكاله الى تدمير ثقة الشعب فى قدرات جيشه وجهازه الأمنى, ومحاولة استدراج المصريين الأقباط الى ردود أفعال انفعالية قد تؤدى الى تحويل الصراع الى وضعية طائفية غير التى هى عليه الآن, ومن ثم, تجد تلك الجماعات الظلامية موطىء قدم لها فى الشارع. الى جانب محاولة الايحاء بعدم استقرار الأوضاع فى مصر بما يهز صورتها الاقتصادية والسياسية الدولية.
ان حزبنا اذ ينعى ببالغ الأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا على أبواب الكنيسة فانه يؤكد على ان العامل الحاسم فى سرعة القضاء على عنف هذه الجماعات هو أن تقوم الحكومة باتخاذ اجراءات أكثر جذرية وشجاعة فيما يتعلق بفرض سلطة الدولة وتنفيذ القانون بحزم وحسم على كل المخربين والمجرمين والتخلى عن نغمة التصالح التى تغرى الارهابيين بامكانية تحسين شروط التفاوض المحتمل. وكذلك الشروع الفورى فى انجاز كل ما يتعلق بالملفات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى تتطلبها المرحلة, والاسراع فى تحقيق قدر مناسب ومقنع من العدالة الاجتماعية وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين, والكادحين بصفة خاصة., وأن تكف عن حالة الضعف والارتعاش والتردد التى ظهرت عليها طوال الأشهر الماضية, وكذلك سرعة انجاز بنود خارطة المستقبل وبناء مؤسسات الدولة الدستورية المعبرة عن المصريين بشكل حقيقى.
عاشت وحدة الشعب المصرى فى مواجهة الارهابيين المجرمين