مدارات

جديد مهرجان طريق الشعب الخامس... حوار مفتوح مع رائد فهمي

في بادرة جديدة لم تكن معروفة في الدورات السابقة من مهرجان "طريق الشعب"، تمت استضافة سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي في صباح اليوم الثاني للمهرجان، وكان من المفترض ان يقدمه الاعلامي عماد الخفاجي في حوار اشبه ما يكون بالحوارات التلفزيونية ولكن تأخر رحلة عودته من امريكا حال دون ذلك، فقدمه الشاعر ابراهيم الخياط.
دار الحوار حول محاور ثلاثة، فعن العراق ما بعد داعش تحدث فهمي قائلاً: "ان الكثير كان متخوفاً من شعار الحزب ابان الحرب العراقية الايرانية عندما دعا الى وقف الحرب فوراً وكان التخوف أساساً من شراسة النظام وامكانية ان يؤدي انتهاء الحرب الى ارتكاب حماقات اشد بشاعة من تلك التي اقترفها. كذلك اشار الى ان الكثيرين لم يستسيغوا رفع الحزب لشعار من اجل رفع الحصار عن الشعب العراقي فوراً ابان التسعينات منطلقين من فرضية ان رفع الحصار عن الشعب العراقي قد يساعد ويعيده النظام الى سابق اجرامه. والآن ايضا ثمة مخاوف غير مبررة من انتهاء داعش والمعركة معه. الحزب هكذا مواقفه لانه سابقا ولاحقا يفكر في مصلحة الشعب اولا وليس في المصالح السياسية والحزبية.
واشار فهمي الى ان الموضوع في حد ذاته هو اشكالية لانه يرتبط بالاستعصاءات في الوضع الداخلي، لكنه اكد ان الرهان يكون دائما على شعبنا وقواه الحيّة، ثم ان المعركة ضد داعش وحدت العراقيين ويمكن الاستفادة منها لبدء المعركة ضد الفساد وضد حاضنة الفساد، اي نظام المحاصصة والسير على طريق الاصلاح والتغيير.
وفي المحور الثاني تحدث عن الاستفتاء في اقليم كردستان العراق وتداعياته، مشيرا الى ان النظام الاتحادي (الفيدرالي) هو الانسب والافضل للعراق في الظروف الراهنة، ولكن بعيدا عن التوجهات لبعض الاحزاب والشخصيات الكردستانية، نتساءل: لماذا ذهب الملايين من ابناء شعبنا الكردي الى صناديق الاستفتاء؟ فأجاب: ان ثمة خللاً في بناء النظام الاتحادي ما جعل المواطن لا يتلمس افضلياته بسبب المحاصصة والصراع على السلطة والمال والنفوذ. وحمّل فهمي الحكومة الاتحادية والاقليم مسؤولية ما حصل وما يحصل مشيرا ان الامور تتجه الى تعامل واقعي مع هذا الملف من قبل الاطراف كلها. وشدد فهمي القول ان الحل هو في الحوار والتعاون والتنسيق.
اما في المحور الثالث والاخير، فقد تحدث فهمي عن الانتخابات المقبلة المزمع اجراؤها في منتصف أيار السنة المقبلة، وعن انطلاق تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ومشاركته في الانتخابات، وان برنامج (تقدم) يحمل هموم المواطن العراقي وآماله، لان المواطن هو الوحيد الذي يدفع ثمن الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلد بسبب الارهاب والفساد وسياسة المحاصصة الطائفية- الاثنية.