مدارات

حصيلة عام 2017 : 31 حربا و 65.6 مليون لاجئ

رشيد غويلب
سجلت "مجموعة هامبورغ لبحوث الحرب"، التابعة لجامعة هامبورغ الألمانية، في تقريرها السنوي لعام 2017 ، 31 حربا وصراعا مسلحا، جرت وتجري تحت انظار الراي العام العالمي. والخبر السار هو إن عدد الحروب لم يرتفع مقارنة بعام 2016.
وكان هناك حربان اندلعا خلال العام نفسه، وجرى انهاء 3 صراعات مسلحة، فى بوروندى وموزمبيق وفى ولاية اسام شمال شرقى الهند. وبالمقابل تحولت الاشتباكات العنيفة التي بدأت في مقاطعة كاساي في جمهورية الكونغو الديمقراطية في نهاية عام 2016 الى حرب، وتصاعد العنف الوحشي في جنوب غرب ميانمار ضد أقلية الروهينجا المسلمة إلى قتال بين مجموعات مسلحة.
ولا يزال الشرقان الأوسط والأدنى أكثر المناطق عنفا في العالم، فهناك 12 حربا ونزاعا مسلحا، تليهما أفريقيا وآسيا بتسعة حروب. وسجل الباحثون حربا واحدة في كل من اوربا وامريكا اللاتينية. وفي كولومبيا استمرت عملية السلام، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها بين الحكومة والحركة المسلحة الثورية (فارك) التي تحولت إلى حزب سياسي. فيما يستمر النزاع المسلح مع المنظمة اليسارية الاصغر "القوات الوطنية"، وتم في الأول من تشرين الاول الاتفاق على وقف لاطلاق النار، وبهذا تتاح فرصة لانهاء اطول نزاع مسلح في القارة، مستمر منذ اكثر من 50 عاما.
وكان الاهتمام الاعلامي الأكبر بمجريات الحرب ضد داعش في العراق وسوريا. وبعد تضحيات جسيمة تمت هزيمة داعش عسكريا في العراق، وكان عدد ضحايا الحرب الأكبر في سوريا، حيث استطاعت القوات النظامية السورية، وبدعم جوي روسي تحسين موقفها في العمليات العسكرية. ووفقا لتقديرات متحفظة من معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، قتل حوالي 50 الف شخص هناك خلال عام 2016 فقط.
وحسب معطيات الأمم المتحدة أدت هذه النزاعات إلى اكبر عملية تهجير في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وهناك حاليا 4,9 مليون لاجئ سوري يتوزعون بين لبنان وتركيا والأردن والعراق ومصر وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 800 الف طلب لجوء في أوروبا. وهناك 5,7 مليون نازح داخل سوريا، ولا يختلف الوضع في العراق كثيرا. وبشكل عام ارتفع عدد اللاجئين عالميا، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فان عدد اللاجئين في العالم وصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث بلغ 65,6 مليون شخص.
وفي مناطق حروب اخرى: الصومال ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان واليمن تتصاعد اعداد الضحايا، وخصوصا في افغانستان حيث قتل قرابة 17 الف شخص في العام الفائت، ونزح 400 الف مواطن داخل البلاد.
ووفقا لتحليل المعهد الدولي للاحصاء، فقد حدثت منذ عام 2007 زيادة هائلة في الوفيات بين المدنيين بسبب النزاعات المسلحة، وقد ارتفع العدد من قرابة 36 الف إلى 180 الف في عام 2014. و في عام 2016 كان هناك 157 الف ضحية، نصفهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون حروبا مختلفة، أو دعمت ميليشيات لفرض اهدافها الجيوستراتيجية.
ويحدث المزيد من الصراعات في المدن - مع عواقب كارثية على السكان، ووفقا للكتاب السنوي "المسح السنوي للنزاعات العسكرية" تلعب دورا خاصا، ما يسمى بحرب المخدرات في المكسيك، التي أودت بحياة 000 23 شخص في السنة السابقة. ووفقا لتقديرات اللجنة الدولية للصليب الاحمر فان نسبة المدنيين من قتلى الحروب، ارتفعت من 5 في المائة فى الحرب العالمية الاولى الى 90 – 95 في المائة في النزاعات المسلحة الراهنة.
وحسب معهد الاقتصاد والسلام بلغت التكاليف الاقتصادية للعنف العالمي وآثاره في عام 2016 أكثر من 12.5 تريليون يورو، أي أقل قليلا من 13 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي أو ما يعادل 1750 يورو للشخص الواحد. وتظهر زيادة الإنفاق العسكري والصادرات أن الحرب تمثل مصدرا للربح على نطاق واسع. وقد ذكر معهد أبحاث السلام السويدي في آخر دراسة له، أن مبيعات السلع الحربية والخدمات العسكرية بلغت 374,8 مليار دولار في العام الفائت. وارتفعت إيرادات أكبر 100 مصنع للأسلحة في عام 2016 لأول مرة منذ خمس سنوات. وبلغت حصة الولايات المتحدة والبلدان الغربية الأخرى من انتاج الاسلحة 82 في المائة، في حين بلغت حصة روسيا 7 في المائة فقط.
ووفقا للتوقعات المعلنةسيرتفع الإنفاق العالمي على الأسلحة في عام 2018 بنسبة 3,3 في المائة ليصل إلى 1,67 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة.