مدارات

الإسلاميون والعلمانيون: نحو رؤية توافقية لاجتياز مرحلة الانتقال للديمقراطية

تحت العنوان اعلاه التأم في عَمان ايام 4- 5 كانون الثاني/ 2014 مؤتمر دعا اليه مركز القدس للدراسات السياسية وشارك فيه اكثر من سبعين مدعوا من عشرة بلدان عربية: باحثين وسياسيين وقادة احزاب ونواب ووزراء ورؤساء وزراء سابقين، الى جانب الامير الحسن بن طلال. وقدم الامير الحسن مداخلة تناول فيها واقع التخلف الثقافي والاجتماعي والعلمي والحضاري في عموم البلدان العربية والاسلامية، والسبل الكفيلة باستنهاض هذا الواقع، مؤكدا اهمية الموضوعة التي التأم المؤتمر لبحثها، باعتبار ان التوافق بين مختلف الفصائل والفعاليات السياسية ?ي بلداننا بشكل المدخل الرئيس لانتشال هذه البلدان من التخلف الذي تعيش فيه.
وعلى مدى يومين متتاليين قدم اكثر من 50 متحدثا، يمثلون 40 حزبا وتنظيما سياسيا ومراكز دراسات وبحوث ومسؤولين في دولهم، قرابة 200 مداخلة وبحث انصبت جميعها على دعوة عموم القوى الاسلامية المعتدلة، والمدنية الديمقراطية من شيوعية ويسارية ووطنية وقومية ديمقراطية وليبرالية، الى الارتقاء الى مستوى المخاطر الداخلية والخارجية التي باتت تحيط ببلداننا، وبشكل خاص بعد ثورات الربيع العربي، وتهددها بالانزلاق الى صدامات وحروب اهلية داخلية، تهدد كياناتها وتقودها الى التشرذم والتفكك.
وسادت المؤتمر اجواء ايجابية من الحوار الجاد الرصين والمسؤول.
وفي ختام اعماله جرى الاتفاق على ضرورة التفكير في اختيار "لجنة حكماء" تضم شخصيات ذات تاثير سياسي واجتماعي في بلدانها، مهمتها تنشيط وتحفيز مبادرات الحوار على المستوى الوطني، ومواصلة الحوار والاتصالات على مختلف المستويات السياسية والرسمية للترويج لفكرة التوافق ونبذ العنف والتداول السلمي للسلطة بين القوى السياسية المختلفة في البلدان العربية، ولضرورة احترام القناعات السياسية والفكرية والتجارب النضالية بعضها للبعض الآخر.
كما اقر المؤتمرون اصدار تقرير وبيان ختامي عن اعمال المؤتمر، الى جانب كراس خاص يتضمن جميع المداخلات والمساهمات التي قدمت فيه.
ولم يغب عن المشاركين التأكيد على ان دور مثل هذه المؤتمرات يتمثل في اذكاء التفكير والتفاعل، وان دولنا ومجتمعاتنا هي الوحيدة القادرة على الانجاز.
وقد مثّل حزبنا الشيوعي العراقي في المؤتمر د.حسان عاكف عضو المكتب السياسي، كما شارك من العراق الاستاذ نجيب محي الدين عن التيار الديمقراطي، والنائب يونادم كنا والسيدة باسكال وردة عن الحركة الديمقراطية الاشورية، وميسون الدملوجي عن القائمة العراقية، والقيادي في المجلس الاعلى الإسلامي النائب حميد معلة، وأمين عام كتلة الاحرار- التيار الصدري- السيد ضياء الاسدي والباحث الاستاذ حيدر سعيد والأكاديمي غازي رحبو.