مدارات

السلفادور.. اللمسات الأخيرة في الانتخابات الرئاسية / رشيد غويلب

تشهد في العام الحالي، سبعة بلدان في أمريكا اللاتينية، الانتخابات الرئاسية: كوستاريكا، السلفادور، بنما، كولومبيا، البرازيل وبوليفيا. وستبدأ أولى الجولات الانتخابية في الثاني من شباط المقبل في كل من كوستاريكا والسلفادور. وفي السلفادور تبدو فرص، مرشح الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني "فارابوندو مارتي"، ونائب الرئيس الحالي، سلفادور سانشيز سيرين، جيدة للفوز في الانتخابات.
وتشير احدث استطلاعات للرأي إلى حصول الجبهة على 48.7 في المئة، ويقول روبرت لورنس سكرتير إعلام الجبهة، إن إمكانيات الفوز واقعية بشكل غير مسبوق. وان فوزا في الجولة الاولى للانتخابات "سيضمن استمرار وتوطيد التغيير الذي بدأته هذه الحكومة". فيما تعطي استطلاعات رأي اخرى نسب اقل لمرشح اليسار تصل الى 38,4 في المئة، في حين تعطي لمنافسه مرشح اليمين المتطرف، وعمدة العاصمة السابق نورمان كيناخو 33.4 في المئة، ما يفرض على المرشحين، وفق هذا السيناريو، خوض جولة انتخابات ثانية في آذار المقبل.
وقيل خمس سنوات استطاع موريسيو فونيس، المرشح السابق لجبهة التحرير الوطني، للمرة الأولى كسر تقدم حزب ARENA اليميني المتطرف. ومنذ ذلك الحين بذلت الجبهة جهودا جبارة لتحسين الظروف المعيشية للشعب المنكوب بالفقر والفساد والعنف، بما في ذلك في المناطق الريفية. واليوم تستطيع السلفادور، الى حد بعيد، تغطية حاجتها من الأغذية ذاتيا، وتم تحسين فرص التعليم والتأهيل المهني، وخلق فرص عمل جديدة، لذلك يتوقع حدوث انتعاش اقتصادي تدريجي. وانخفضت جرائم القتل في عام 2013 الى ادنى مستوى لها في السنوات العشر الاخيرة، وهذا يخلق ثقة واطمئنان الشعب بسياسات الجبهة.
الزعيم التاريخي لجبهة التحرير الوطني مرشحا للرئاسة

لقد نجحت الجبهة في عام 2009 مع مرشحها موريسيو فونيس بانهاء 20 عاما من حكم اليمين لمتطرف. وكان فونيس اول مرشح رئاسي للجبهة لم يشارك في الكفاح المسلح، وفي الانتخابات الحالية اختارت الجبهة زعيم جبهة التحرير السابق، ونائب الرئيس الحالي مرشحا لها. لقد كان سلفادور سانشيز سيرين، البالغ من العمر 69 عاما الى جانب شفيق حنظل اكثر قادة الكفاح المسلح شعبية خلال سنوات الحرب الاهلية، ويعتمد سرين على دعم النقابات، والعديد من الحركات الاجتماعية والمبادرات.

مشاركة واسعة في إعداد البرنامج الانتخابي

وناشدت الجبهة في السنوات الماضية جميع ابناء الشعب للمشاركة في اعداد البرنامج الانتخابي، وبرنامج الحكومة. وتقول جاكلين ريفيرا المسؤولة عن الاستفتاءات في الجبهة: "نحن نريد الحوار في جميع انحاء البلاد من اجل السلفادور". وكان نجاح الجبهة مذهلا، فمن مجموع السكان البالغ 7.5 مليون نسمة، قدم 640 الف مقترح شفهي، و460 الف رسالة من 215 وحدة ادارية. وشددت جاكلين ان حكومة الجبهة المقبلة ستوفر مشاركة اوسع للشعب في اتخاذ القرار، ولكن تنظيم الاستفتاءات يتطلب تعديلا دستوريا.

اليمين يريد زعزعة استقرار البلاد

و بواسطة حملة لزعزعة الاستقرار، تريد قوى اليمين المتطرف الحيلولة دون فوز الجبهة، وتقوم حاليا بواسطة الشاحنات، بقطع المعابر الحدودية مع كل من هندوراس وغواتيمالا. وبهذه الطريقة تجري عرقلة امداد البلاد بالمواد الغذائية، وإشاعة الفوضى في البلاد. وتعتمد هذه المجموعات على دعم قوى يمينية في البلدين المجاورين، وبعض اجهزة الدولة. ويقول انصار الجبهة: "انهم يلعبون بقوت الشعب، وهدفهم التأثير في قرار الناخبين، ليعودوا باليمين المتطرف الى السلطة". وتذكر هذه الأحداث بزعزعة استقرار شيلي، بواسطة إضراب شركات الشحن، وبمحاول?ت اليمين العبث في استقرار فنزويلا خلال الانتخابات الأخيرة. وبموازاة ذلك، تقوم عصابات من الشباب بنشر العنف في البلاد. ووفق معطيات الشرطة تصاعدت جرائم القتل من 5 الى 10 جرائم في اليوم الواحد. وقال وزير الأمن ريكاردو بيردومو إن العصابات اتفقت على وضع مرشح الرئاسة تحت ضغط، بواسطة الجرائم العنيفة قبيل الانتخابات الرئاسية. وتطالب العصابات بامتيازات لزعمائها المعتقلين، وتخفيض شدة مطاردتهم، لغرض تدمير النجاحات، التي حققتها حكومة اليسار، وخصوصا في الحد من نشاط العصابات وقطاع الطرق.وتتوقع مصادر صحفية لجوء حزب اليمين المتطرف لتمويل وتفعيل عصابات الموت، التي ربطته معها علاقات وثيقة في السابق. وأعلن الرئيس فونيس، قبل أيام، عن وجود أدلة كثيرة بشان تأثير اليمين المتطرف على عصابات الموت لتوظيفها لصالحه، واكد البدء في التحقيق في مسؤولية اليمين المتطرف في التصعيد الحاصل في وتيرة جرائم القتل.