المنبرالحر

من شباط 63 الى شباط 2014 ... نفس القطار والوجوه/ رفعت نافع الكناني

تمر علينا هذه الايام ذكرى او بعبارة ادق نقطة مفصلية مهمة من تاريخ العراق الحديث ، 8 شباط 1963 تاريخ لبدء مرحلة الدم والارهاب والتخلف والتشتت الذي اصابنا ويصيبنا الآن وبنفس الشخوص والادوار وان اختلفت المسميات والالقاب والرايات . فالقطار الذي سحق عظامنا واضلاعنا واحلامنا في 8 شباط الاسود واغتال زعيم الشعب عبد الكريم قاسم قبل اكثر من خمسة عقود يعود بقوة ووحشية اكبر ليكمل ما صنعة الاباء والاجداد ، فراية القومية والعروبة والدفاع عنها سابقا ، استبدلت اليوم برايات كثيرة ومتعددة ترفع شعار الاسلام ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) ولغة التكفير والالغاء لقتل وتغييب وابادة لكل من يختلف معهم في الراي والعقيدة والتفكير .

بالأمس كانوا يرفعون شعار الوحدة العربية ويمجدوا بعنصرية بغيضه فكرة القومية فأوهموا الكثير بهذه الشعارات الزائفة . واليوم عندما بانت الحقيقة وظهرت الحكومات التي تنتهج فكرة القومية والعروبة ، بانها دكتاتوريات مستبده متخلفة بكل شيء عن ركب الحضارة والانسانية وتعمل كل ما في وسعها لاستغفال واستغلال شعوب المنطقة ونهب ثرواتهم .قامت الرجعية العربية ومعتنقو الفكر السلفي المتشدد وبقايا مجرمي البعث وبإسناد اقليمي ودولي بالبدء بمرحلة جديده لنشر التخلف والتفرقة والانقسام بين صفوف شعوب تلك المنطقة من العالم ، لتبقى اسيرة حلقة ودوامه من القتل وسفك الدماء وتغييب الارادة .

هل هي مصادفة ام تخطيط دولي مخابراتي محكم ان يبدأ ما يسمى الربيع العربي بشهر شباط ايضا !!! انها ليس صدفة عابرة او عملية تطابق الاسماء ، بل انه تاريخ دخل على المنطقة بتخطيط وتنسيق وتدبير قوى الهدف منة قمع حركة الشعوب في تقرير مصيرها ومنع تقدمها ورقيها ، واعاقة الوصول لحياة ديمقراطية ومن اهم مبادئها التداول السلمي للسلطة ونشر العدالة الاجتماعية وطمس لكل مظاهر الرقي والحضارة والمدنية التي تطمح لها هذه الشعوب المسحوقة ومسح هويتها وتكبيلها بأغلال الماضي البغيض . اذن الهدف مخطط له بعقلية مخابراتية خبيثة ووسائل تنفيذه كانت جاهزة وميسرة .

فنرى اليوم دولا تمثل نموذجا للتخلف والاستبداد والدموية ترفع وتدعم شعارات حقوق الانسان ولعبة الديمقراطية في بلدان تتعرض لطوفان ارهابي خطير. ونرى دولا اخرى تمد الارهاب بكل سبل البقاء والديمومة وتعيش شعوبها في مستوى معيشي منخفض لا يتلاءم مع ما تحصل عليه من موارد هائلة ... دول تحكم بقانون المالك والمملوك والامراء والعبيد لتعطينا دروسا في برامج السياسة والعدالة الاجتماعية !! انهم يخدعون انفسهم ، ويراد لهذا الفعل ابعاد الحراك والعوامل الموضوعية للتغيير عن ساحاتهم وداخل مخادعهم .

ما يتعرض له العراق من هجمة ارهابية خطيرة ، برنامج مخطط له بعناية فائقة وفق اخبث ما توصل الية العقل البدوي المتخلف وما تمتلكه بعض العناصر البعثية من تاريخ دموي وغادر ، اضافة لما تخطط له بعض الدوائر العالمية من فرض مصالحها واجنداتها في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعصف بالعراق وسوريا ومصر وبقية البلدان العربية ، امر واقع لا يمكن تجاهله او السكوت عنه او التقليل من تبعاته . المعركة تتطلب توحيد الصفوف وتلاقي الاضداد وتقارب كل التيارات والعمل والالتقاء مع القوى العالمية التي لها مصلحة لدحر الارهاب ، وابعاد وتشخيص القوى السياسية التي تلعب على حبال الفرقة لكسب ذاتي وفئوي لإخراجها بشجاعة من الساحة . فالمعركة ليس في مدن الانبار والفلوجة وما جاورها ، فالمعركة مساحتها وافقها الوطن كل الوطن وليست محافظات ساخنة واخرى باردة .