المنبرالحر

دار للعبادة ..فقط / قيس قاسم العجرش

لم يتغير الكثير في استخدام دور العبادة لأغراض سياسية.. غرض سياسي بمعنى منح حزب سياسي فرصة تمرير أفكاره ودعواته (السياسية - الإنتخابية) عبر منبر دار العبادة دون غيره في الأحزاب، وغالباً ما يلتبس ذلك بانه طاعة إضافية لله عن طريق الحزب الوسيط!
عدد كبير من الأحزاب والشخصيات والجماعات التي تشارك بالإنتخابات عبر أسماء متعددة مازالت تحرّض بعض رجال الدين في دور معينة للعبادة على الترويج سياسياً لصالح جهة بعينها.
هذا العدد المتزايد سيحوّل ممارسة الإنتخابات الى صورتها الجامدة السابقة التي يريد البعض لها أن تتجمد في مكانها...صورة نمطية ليس من مصلحة الأحزاب الحاكمة تغييرها.
كأنهم يسعون الى القول ان ليس في العراق من مشارك سياسي من بين المواطنين سوى أولئك الذين تستقطبهم دور العبادة ،المُسيسة منها تحديداً.
ولم يعد يخفى على غير هذه الفئة من الناس أن مفاتيح تدهور الوضع الخدمي والسياسي والإجتماعي إنما انطلقت خرابه من يد الذين سيّسوا الدين، بل بصورة أكثر صراحة ..افسدوا روحانيته وأفسدوا السياسة به .
لم يعد يخفى إن لهذا الخطاب(الديني - السياسي)حصاده، هم حصدوه مناصب وامتيازات وسلطة بينما حصده الدين والناس نقمة وتلويثاً وردود افعال يائسة من الإنتخابات.
بالطبع مالم يخرق هؤلاء القانون فلا يمكن محاسبتهم، وطالما أن من يشرّع القانون ويبدأ بمشاريعه، هو ذاته من يستفيد من هذا الوضع الأعرج فلن نرى هكذا قانون قريباً ابداً.
وبالتأكيد فإن كارثة هؤلاء أنتجت رقعة كبيرة من الموارد البشرية الجاهزة لخدمة هذا الهدف، ليس أقله وجود عناصر متوافرة تنخرط في المليشيات الطائفية والإرهابية متى ما استدعيت .
دين هؤلاء المسيس المخلوط بالفساد والإرهاب هو الرزيّة الأولى التي سكت الرأي العام عنها سابقاً، ربما مضطراً أو غير منتبه لها .
لكن، هل ستمر هذه اللعبة للمرة الثالثة على التوالي مع الانتخابات القادمة؟
نعم، هذا الاحتمال قائم ما لم يتصد الناس إلى محاولات الخداع السقيمة والمستمرة.
سيكرر هؤلاء ذات الخدعة وسيعيدون إنتاج ذات الجرائم وبذات العناصر، من ذات الخلطة القديمة - الطائفة، والتفريق بين العراقيين على اساس لئيم عرفناه ونعرفه يومياً.
اللعبة ستتكرر، فهل سيشتريها الناس بأرواحهم وآمالهم وتطلعاتهم مرة أخرى ؟...هل سيكررون ذات الخطأ ...؟
علامة استفهام كبيرة بحجم الجريمة المستمرة ..لا أكثر ولا أقل.