المنبرالحر

شارع سلام عادل في النجف الاشرف / عدنان منشد

الحصافة وحدها تدعونا اليوم الى تثمين قرار المجلس المحلي لقضاء النجف الاشرف مؤخرا باطلاق تسمية الشهيد الرفيق سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي على احد شوارع المدينة.
ولا عجب في هذا القرار الشجاع حينما يتفق النجفيون عبر مجلسهم المذكور في تكريم رمز وطني خالد من ابناء مدينتهم من خلال قيادته المعروفة للحزب الشيوعي خلال مرحلة الخمسينيات، حينما واجه الحزب مع الشعب الحكم الملكي العميل بدون هوادة، وكان له دوره في حركة الضباط الاحرار في 14 تموز 1958 من خلال جبهة الاتحاد الوطني في ذلك الزمن، وحتى استشهاده الاسطوري في مسالخ حزب البعث العراقي عام 1963.
لا عجب ايضا في هذا القرار الوطني من مدينة عريقة مصرت في العام السابع عشر للهجرة في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رض) ثم استوطنها الامام علي بن أبي طالب (ع) حال استخلافه على دولة الاسلام الراشدية، ثم رقد بمثواه الاخير في ارضها الطاهرة، واصبح هذا المثوى حتى اليوم مزارا مقدسا يؤمه المسلمون من كافة اطراف الدنيا. ولا نستغرب مما كتب عن هذا الامام الشجاع وسليل بيت النبوة، حينما انصفه المفكرون العالميون والمستشرقون الاجانب والباحثون العرب، ومنهم: فوريون/ لافونتين/ فيكتورهيجو/ غوته/ كريستوف ماري فيلد/ محمد عبدة/ عباس محمود العقاد/ علي الوردي/ جورج جرداق/ الشيخ احمد الوائلي وغيرهم الكثير.
لا عجب كذلك أن يأتي هذا، من مدينة مقدسة هائلة بالنضال الوطني المعاصر خصوصا في ثورتها المعروفة ضد الاحتلال الانكليزي ثم مشاركتها الفاعلة في ثورة العشرين، والتاريخ يشهد ان العلامة النجفي الشاعر محمد سعيد الحبوبي هو القائد الاول لهذه الثورة حينما حط رحاله في مدينة الناصرية وهو من رفع القدح المعلى ضد سلطة الانكليز في البلاد.
النجف ايضا، خلقت علماءها الكبار ومنتدياتها ومجالسها وشعراءها المعروفين كالجواهري والشرقي والشبيبي والحصيري، على قدر ما خلقت افذاذا آخرين في جميع المجالات، ومنهم العلامة الشاعر مصطفى جمال الدين (ابن كرمة بني سعيد في الناصرية) والادباء المعروفين امثال موفق خضر، موسى كريدي، زهير الجزائري، حميد المطبعي، فضلا عن فنانين معروفين في الغناء والموسيقى، ومنهم ياس خضر وجعفر الخفاف ومحمد الشامي.
والخلاصة من كل ذلك ان اهل النجف الاشرف متحررون وتنويريون في الوازع الديني لا كما يفعل المتطرفون الدينيون في ارجاء هذا الوطن. وهو ما يجعل من شارع الرفيق سلام عادل معلما تاريخيا خصبا، لا في المدينة وحدها، بل في عموم العراق.