المنبرالحر

في ذكرى يوم الصحافة الشيوعية/ د.ذياب فهد الطائي

- كفاح الشعب :
صدرت في 30- 07- 1935 [1]
وعرفت نفسها بانها "لسان حال العمال والفلاحين " وتصدرها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، و يذكر الأستاذ عزيز سباهي [2] انها كانت المرة الاولى التي يعلن فيها الحزب عن هويته كحزب شيوعي ، وزينت عنوانها بالمطرقة والمنجل وتحتهما نجمة خماسية وشعار ماركس "فلترتعش الطبقات الحاكمة امام الشيوعية فليس للبروليتاريا ما تفقده ها سوى قيودها وأغلالها وتربح من ورائها عالما باسره ).
ترافق صدور الصحيفة مع انهيار الانتفاضة الي قامت بها عشائر الفرات الاوسط التي كانت تحاول تجاوز فشل ثورة العشرين ، وكانت الصحيفة التي صدرت في البداية على نحو سري ، قد نجحت في اصدارها الاول بفضل رئيس تحريرها عاصم فليح (احد مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي) وكان فليح قد تلقى تدريبا في
(الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق ) وعضوا في نادي التضامن(نادي يقوده النصولي وهو فلسطيني ، ويحمل توجهات قومية ) ، ولكن حكومة ياسين الهاشمي لم تتحمل ما كانت تنشره الصحيفة ، مما عرضها للملاحقة والتضييق وانتهى الامر باغلاقها في كانون الثاني من نفس العام .
وقد حددت كفاح الشعب في عددها الثالث الصادر في شهر آب من عام 1935 [3] أهم الاهداف التي يسعى الحزب لتحقيقها بما يلي:
1- طرد المستعمرين وضمان حرية الشعب والاستقلال الكامل للكرد وضمان الحقوق الثقافية لكل الاقليات .
2- توزيع الاراضي على الفلاحين
3-مصادرة كل املاك المستعمرين
4- الغاء كل ديون الأراضي
5- تركيز السلطة في ايدي العمال والفلاحين
وتوقفت الصحيفة في شهر كانون الاول من عام[4] 1936 اثر الحملة الواسعة التي شنتها حكومة ياسين الهاشمي ضد الحزب واعتقال معظم القيادات المعروفة وعلى راسها زكي خيري وعاصم فليح ومهدي هاشم ، وذلك بعد قيام الصحيفة بشن حملة تشهير شخصية بالهاشمي .
وكانت الصحيفة توزع ما مجموعة 500 نسخة من كل عدد وممن ساعد في اصدار الصحيفة (حسن عباس الكرباس ) [5] وهو احد الشيوعيون الاوائل في العراق فقد استطاع شراء المطبعة الخاصة بالصحيفة من شركة بيت (لنج )وهي شركة بريطانية كان مكتبها وحتى 1958 يقع في شارع الرشيد ببغداد . وكانت تطبع في اقبية مستشفى السكك الحديدية في منطقة الكرخ .
وحسن عباس اسماعيل الكرباسي (1922-1998 ) من عائلة نجفية معروفة وكان قد تخرج في كلية الحقوق ومارس المحاماة في العراق واضطر الى الهجرة الى المانيا حيث توفي في عام 1998.
وجاء في حديث صحفي للسيد سالم عبيد النعماني : وفي كلية الحقوق السنة الاولى لدراستي فيها سنة 1941-1942 تسجل مرحلة جديدة، فقد صارت الحرب العالمية على اسمها كونية تماماً بعد هجوم الالمان النازيين على الاتحاد السوفياتي، كان الطلاب بين مؤيد للسوفيات ومؤيد لالمانيا الفاشية. وتشاء الصدف ان التقي مساء احد الايام في مقهى ياسين على شارع ابي نؤاس بحلقة ضمت بعض من اعرفهم كان فيها شخص يكبر الجميع سناً يدعى حسن عباس الكرباسي، كان المتحدث الرئيس وكان يتكلم بقوة مؤكداً انتصار الاتحاد السوفياتي. دار بيني وبينه نقاش هادئ انتهى بتزويدي بعد خروجنا فوراً بمظروف قال هذا عنواني ارجو ان تفتحه في البيت، كانت جريدة "الشرارة" لسان الحزب الشيوعي. بعد ايام وعند خروجي من الكلية بعد انتهاء الدوام اذا به ينتظرني وزودني بمظروفٍ فيه اعداد من جريدة "الشرارة" مع نشرة كبيرة عن الحزب الشيوعي وانصرف. تكونت علاقات متباعدة معه ، كان يطري قائد الحزب دون ان يذكر اسمه كان يعتبره اقرب الى شخص مقدس.
ويذكر النعماني ، أيضا أنه تحول من كونه شيوعيا الى العمل مع الحزب الوطني الديمقراطي و أصبح سكرتيراً شخصياً لكامل الجادرجي حتى مغادرته العراق الى المانيا كما علمت.

هذا وقد سبقت صحيفة كفاح الشعب صحيفة مهمة في تاريخ الصحافة الشيوعية وهي ، صحيفة نداء العمال التي صدرت في تشرين ثاني من عام 1930 ، نصف شهرية وكتب فيها ( فهد ) [6] سلسلة من المقالات باسم مستعار (فتى المنتفك ).حيث كان يدافع عن دور الطبقة العاملة في حركة المجتمع وينادي بالعمل الى رفع الظلم والحيف عن الطبقات الكادحة في المجتمع العراقي ، ومما جاء في أحد مقالاته:

((ان حركة ألعمال تلك الحركة التي عليها تتعلق جلّ امالنا وأسمى أمانينا، لا يراد بها إلا تحقيق ما تصبو اليه البشرية في الحياة من مساواة وإخاء وعدالة))
ونشرت عدداً من المواضيع تناولت جشع الرأسماليين وأنباء النضالات ألعمالية وبخاصة نضال العمال البريطانيين. وأعلنت في احد اعدادها، (مثلاً)، التضامن مع مناضلة شيوعية في سجون بولونيا. وأشار عددها الثامن الى الطلب الذي تقدم به بعض من عمال مدينة الموصل لتشكيل حزب سياسي باسم "حزب ألعمال".[7]

________________________________________
[1] د.فائق بطي ،الصحافة اليسارية في العراق ، لندن 1985 ، ص 51
[2] عزيز سباهي ،مصدر سابق ص165)
[3] حنا بطاطو، الحزب الشيوعي العراقي ص90
[4] سمير عبد الكريم ، أضواء على الحركة الشيوعية في العراق ،دار المرصاد ،بيروت ج1 ص 29

[5] حسن عباس الكرباس ، أحد اعضاء مجموعة البصرة الماركسية التي تألفت عام 1927 بقيادة عبد الحميد الخطيب
[6] ولد فهد(يوسف سلمان يوسف) في بغداد في 8/7/1901 . في قرية ( برطله ) التابعة لمحافظة نينوى وادخل مدرسة السريان الابتدائيه في البصرة وبعد تخرجه منها دخل مدرسة ( الرجاء العالي ) الامريكيه. في عام 1916 اضطر للعمل في معمل صغير للثلج يعود لأخيه في الناصريه . وعاد ثانية الى البصرة ليعمل في وظائف مختلفة , وفتح مكتبة في الناصرية لبيع الكتب والصحف بالأشتراك مع " مهدي وفي " .
ويقول ذو النون ايوب ان عا ئلة فهد قدمت من تركيا وسكنت في الموصل ثم توزعت في مدن العراق الجنوبية.

في 20 شباط 1933 تم اعتقال فهد في الناصرية وكان اول عراقي يدافع عن الشيوعية ويعترف بأنه شيوعي امام المحاكم حيث اعلن بكل ثبات " انا شيوعي وهذا معتقدي ومذهبي " واطلق سراحه بتدخل من ابو التمن .
حول فهد الحزب بين 1941ـ 1947 الى قوة سياسية متماسكة وفعالة وبنى له قاعدة جماهيرية ,واصبح حزبا يتصدر نضالات شعبنا , وكانت في 24/6/1947 تم الحكم عليه بالاعدام وبسبب حملات الاحتجاج العالمية اضطرت حكومة صالح جبر ابدال حكم الاعدام بالسجن المؤبد في 13/7/1947 ,وفي اليوم التالي تم نقله الى سجن بغداد المركزي , وفي ليلة 14/15 آب 1947 تم نقله الى سجن الكوت , وهناك حوّل فهد السجن الى مدرسة او معهد ثقافي ثوري وكان يقود الحزب وهو في السجن من خلال الرسائل التي كانت تكتب بماء البصل .واعادت حكومة نوري السعيد محاكمة فهد ورفاقه , وحكمت عليهم المحكمة بالأعدام وتم تنفيذ حكم الأعدام قبل اعلانه وذلك يوم 14 شباط 1949 حوالي الساعة الرابعة والنصف فجر ا
[7] عبد المنعم الاعسم http://www.yanabeealiraq.com/articles-0810/alasam020810.htm