المنبرالحر

في احتفالية «طريق الشعب» الثانية / عدنان منشد

يبدو لي منذ البدء ان النجاح الذي توافرت عليه احتفالية «طريق الشعب» في العام الماضي كان منطلقا آخر لنجاح احتفاليتها في عامنا الراهن. ولا عجب، فقد شهدت حدائق شارع ابو نؤاس جمهورا متزايدا من الحضور الشعبي والرسمي يومي الخميس والجمعة المنصرمين، الامر الذي يؤكد ان جريدة «طريق الشعب» لسان الحزب الشيوعي العراقي ما زالت في ذاكرة العراقيين جميعا، ومن الصعب الافتئات على منجزها او التطاول على ذخيرتها الصحفية السابقة، المتمثلة بـ(الثقافة الجديدة/ اتحاد الشعب/ القاعدة/ الشرارة) والعديد من فرائد المطبوعات والكثير من كراريس الجيب الممنوعة طيلة الاعوام الثمانين المنصرمة تقريباً.
بانوراما حقيقية تنطلق من الجرف والمنحنى وامواه دجلة، بوجود السرادقات العامرة التي زينت الاماكن الخاصة بالعديد من الصحف ووسائل الاعلام المختلفة في هذا الوطن.. رقصات ودرابك واغاني تذكرنا بالأزمنة الجميلة التي عاشها الآباء والاجداد المناضلون، معارض كتب انيقة تفصح عن المعرفة والفكر والابداع والفن، اربع ندوات حول واقع الصحافة والثقافة في العراق.. وهيهات ان تكون هذه البانوراما مفقودة الصلة بيننا وبينها، فلغتها هي لغتنا، ولهجتها هي لهجتنا، وايقاعها هو ايقاعنا، فمن اين نجد احتفالية لنا نحن العراقيين بمثل هذا الحجم السعيد في زمن صعب غابت عنه السعادة والكثير من اوجه الحياة المدنية، ان لم يكن مشروعها واهدافها اصيلة ووطنية قائمة منذ العشرات من السنين؟!
هكذا نريد هذه الاحتفالية ان تستمر، بكونها قيمة تحتفظ بحجمها وفاعليتها ومصداقيتها مدى السنين القادمة. واحسب شخصيا ان القائمين عليها من الرفاق الاعزاء في «طريق الشعب»، مصرون على دوامها، بعد ان دكوا مداميكها الاولى خلال عامين ناجحين من اجل تمكين الوافد او المشارك فيها من الوصول الى الينابيع الفكرية ذات التأثير في تاريخ المجتمع وتاريخ الفكر والاعلام، بأيسر السبل واقل التكاليف.
لا ننسى ايضا ـ دونما مغالاة ـ ان هؤلاء الرفاق صحفيون دوما باختيارهم لشهر آذار كمنطلق لاحتفاليتهم السنوية، اذ يشهد هذا الشهر الربيعي الجميل احتفالات متعددة في العراق والعالم الاقليمي والدولي. ففي الاول من آذار يتجسد عيد المعلم، وفي الثامن منه يبرق عيد المرأة العالمي، وفي الواحد والعشرين منه يتمثل عيد (نيروز) العظيم. اما في مسك هذا الشهر وختامه 31 اذار فهو العيد السنوي الدائم للحزب الشيوعي العراقي.
ومرحى لهذا الحزب المناضل في عامه الثمانين.