المنبرالحر

هل نتعظ من مأساة سيطرة الاثار؟ / سليمة قاسم

استمرار تردي الوضع الامني وكثرة حوادث التفجير الارهابية منذ عقد من الزمن،يطرح اكثر من تساؤل عن دورالاجهزة الامنية وقياداتها في التعاطي مع الملف الامني الذي يشهد تراجعا مريعا احال حياة العراقيين الى جحيم لا يطاق. فلا يكاد يمضي يوم واحد دون ان نسمع عن حادث تفجير هنا اوهناك، الا ان ما حدث في تفجير سيطرة الاثار في مدينة الحلة، يوم السبت الماضي يحمل رسائل عدة على مسؤولي الاجهزة الامنية ان يقرأوها جيدا، فبغض النظر عن الضحايا الذين تجاوز عددهم 137 بين شهيد وجريح، اضافة الى خسائر مادية كبيرة، وبغض النظر عن سيناريو التفجير الذي استهدف منطقة مكتظة بالسيارات قرب احد المنافذ الرئيسية التي يمر عبرها اعداد كبيرة من المواطنين، الا انه يعطينا دليلا لايقبل الشك على ان قوى الارهاب الظلامية تلجا بين الحين والاخر الى تغيير خططها على الارض لتفاجئ القوات الامنية، بضربات غير متوقعة تحقق الاهداف المرسومة لها وهي ايقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والمادية.
ان الزحامات المرورية الخانقة التي تشهدها معظم شوارع بغداد تقدم فرصة سانحة لقوى الارهاب في تنفيذ اعمالها الارهابية لاسقاط اكبر عدد ممكن من الضحايا، وعلى القيادات الامنية ان تتعظ من هذا الدرس اي تفجير سيطرة الاثار- وتبادر الى تغيير إستراتيجيتها وان تكون خططها اكثر مرونة لتفويت الفرصة عليهم، لحقن دماء العراقيين وحفظ ممتلكاتهم الخاصة والعامة.
وهذا يتطلب تسهيل سير المركبات قرب السيطرات الامنية، خوفا من استهدافها والابتعاد عن افتعال الزحامات الخانقة التي تشتد عادة بعد وقوع حوادث التفجير وهو احد الحلول التي ثبت فشلها الذريع فهو ياتي بعد وقوع التفجير وليس قبله، ويرى الكثير من المواطنين انهم هم من يقع عليهم العقاب عند وقوع التفجيرات وليس منفذي الاعمال الارهابية.
ان اضطرار المواطن الى هدر ساعات طويلة من وقته قرب السيطرات الامنية امر يمكن تحمله، فيما لو اسهم فعلا في تحسن الوضع الامني والقبض على منفذي الاعمال الارهابية فما فائدة الانتظار الطويل اذا كانت قوى الارهاب قد تستهدف حياته بعد يوم او ساعة او شهر؟