المنبرالحر

ذکریات في الطریق نحو العید الثمانین لتأسيس الحزب الشیوعي العراقي/ آسو علي محمد البرزنجي

شیء من الماضی....!
مرت السنوات بسرعة...لم نتمکن من رؤیة الحزب کجسد نابض حقیقة إلا عندما دخلنا في مسیرته‌ حرکة سیاسیة تنظیمیة عسکریة روعة في التفاني والإخلاص لأهداف و تمنیات الشعب.
تمر السنوات وفي کل سنة نحتفل بآذار یاتینا بامل غد أفضل ، کنا نستذکر معا ما مضی من وقت و عمل قمنا بها ومن من الرفاق لم یمکنه‌ العمر من مواصلة المشوار والطریق معنا،،کل آذار کان یتجدد فیینا قناعتنا بحقیقة الفکر والعمل الذي نقوم به‌ داخل تنظیمات الحزب الشیوعي السریة و العسکریة....کتبت هذه‌ الخواطروالذکریات فی العید الثالث والسبعین لتأسیس الحزب عن ما کنا نسمیه‌ (عیدیة الحزب)...
بدایة لابد ان أقول و أستذکر إننا تربینا في عائلة ذي ‌أصول عشائریة وطنیة شیوعیة والدي کان معلمآ للغة العربیة وزع ما ورثه‌ من أراض زراعیة علی المزارعین والفلاحین الفقراء في قریة قلعة میکائیل التابعة لناحیة قادرکرم في محافظة کرکوك دفاعا عن مظلومیة هذه‌ الطبقة الکادحة قناعة منه‌ بأن الارض لمن یزرعها کرها بالملکیة الخاصة ، و بسبب إنتمائه‌ الفکري والتحولات السیاسیة والقمع الحکومي تنقل بین کرکوك و بغداد و أربیل و مخمور والسلیمانیة إلی أن إستقر بنا الحال في بدایة السبعینیات من القرن الماضي في مدینة السلیمانیة.. من هناك بدأ إعادة شکل العمل الحزبي بعدما أعید والدي الی الوظیفة في المدرسة الأیوبیة الإبتدائیة معلمآ للغة العربیة بناء علی قرارات لجنة ما سمي آنذاك بأحداث الشمال. کذلك کانت والدتي و علاقاته‌ الکثیرة کونها کانت عضوة فعالة في صفوف رابطة المرأة العراقیة.
توسعت علاقات والدي و والدتي بعد الجبهة و عرفوا کمناضلین في صفوف الحزب الشیوعي العراقي و کنقابیين عضوين في إتحاد معلمي کوردستان و رابطة المرأة الکوردستانیة و نحن الصغار في صفوف الطلبة و الشبیبة...
بعد إنهیار الجبهة و هجوم أجهزة القمع البعثیة علی قواعد و قیادات الحزب أصبح البیت بأکمله‌ مستهدفا، سجن والدي مرتین وإختفی عن الانظار مرات عدة، في المرة الاخیرة تعرض للتعذیب الوحشي وأصیب علی أثره‌ بالشلل النصفي والدتي أیضا لم تکن أحسن حالآ فقد إختفت عن الانظار في بیوت الاهل والأقرباء بعد ورد إسمها مرات عدة بسبب إعترافات الرفیقات تحت التعذیب .کان النضال مستمرا رغم الملاحقة والترویع کان الاولویة لجمع المالیة والتبرعات للحزب بسبب الازمة المالیة بعد تواجد قیادة الحزب بالجبال و إنخراط المئات في العمل الانصاري، کنا ننتهز المناسبات لجمع التبرعات للحزب و في کثیر من الاحیان یرسلوني نیابة عنهم للحصول علی الشهریة و العیدیة .
أتذکر یومآ کنت صغیرا العب الکرة في الشارع مع أصدقائي أولاد الجیران عندما رأیت قریبا لنا شارد الذهن عبر الشارع ذاهبآ نحو طریق یؤدي الی منتصف المدینة، تذکرت إنه‌ لم یدفع العیدیة لأننا لم نزره‌ ولم یزرنا في العید رکضت خلفه‌ مسرعآ ونادیت علیه‌، توقف والتفت الي وانحنی یسلم علي، بقیت واقفا ساکتا عله‌ یفهم إندفاعي ، فاتتني الرد من قریبي هذا عندما مد یده‌ لیعطیني عیدیتي و عیدیة الحزب همست في أذنه‌ وقلت له‌ (العید إنتهی وسوف أعطی عیدیتي أیضا للحزب).. فضحك وماکان منه‌ إلا أن أعطاني ضعف ما کان في یدي وعدت مسرعا للبیت باحثا عن أبي لکي أعطیه‌ العیدیة یرسلها مع مالیة الحزب الشهریة للرفاق.
و تبقی ذکریات من سفر النضال الثمانیني......