المنبرالحر

ممثلو مفوضية الإنتخابات في برلين بين عجز الأداء وقيود الولاء

وأخيراً وصل إلى برلين وفد المفوضية العراقية ( المستقلة ) ، هكذا ورد في تسميتها وكما هو معلوم فإن ناقل الكفر ليس بكافر ، لتنظيم مساهمة الجالية العراقية في المانيا في هذه الإنتخابات .
هناك مثل عراقي يقول : اول هَدِتَه شَرَمْ تراجيها ، والتراجي تعني بالعراقي الفصيح اقراط الأذن . ويضرب هذا المثل والمثل العراقي ايضاً والمشابه له : مثل خيل الشرطة ، على الأشخاص الذين يبدأون عملاً ما ، خاصة إذا كان هذا العمل مهماً ، كالإنتخابات مثلاً ، فيطبلون ويزمرون لهذا العمل الذي يبدو في نهايته وكأنه فقاعة ما لبثت ان تكونت حتى إنفجرت في الهواء لتخلف ليس غير الهواء .
الفقاعة الأولى التي اطلقها هؤلاء الممثلون تضمنت حرصهم على دعوة شخصيات عراقية تمثل الجالية العراقية في المانيا لكي يزودونهم بالمعلومات الضرورية عن الإنتخابات كي ينقلها هؤلاء بدورهم إلى بنات وابناء الجالية العراقية . وحينما إنفجرت هذه الفقاعة لم تخلف وراءها غير 30 او 35 شخصاً ، ومع إحترامنا لكل الحاضرين ، فإنه من غير الممكن ان يقتصر تمثيل اكثر من 120 الف عراقي في المانيا على هذا العدد القليل الذي لم يشمل حتى بعض كبريات المدن الألمانية التي يتواجد فيها العراقيون بكثافة . وربما يسأل سائل ولكن كيف جرى إختيار المدعوين ؟ وهنا تبرز الفقاعة الثانية التي تحمل معها هذه المرة كل مواصفات ما يسمى باستقلال هذه المفوضية الذي لا يرده الشك من بين يديه ولا من خلفه ولا حتى من تحت قدميه. إستقلال المفوضية العراقية للإنتخابات صفة ملازمة لها ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، طيلة ألإنتخابات الماضية ، فلماذا لا ترافقها هذه المرة اذن ؟ فإذا ما تجاوزنا بعض الأشخاص الذين جيئ بهم " عن العين " ، فإن اغلبية السيدات والسادة المدعويين يعكسون تماماً وبكل صدق مدى صحة ما تتناقله الناس في الوطن عن الوديان التي تفصل بين المفوضية والإستقلالية التي تتبجح بها .
والفقاعة الثالثة التي ينطبق عليها المثل العراقي السابق : مثل خيل الشرطة ، على احسن ما يرام ، إنتفخت بمحاولة ممثلو المفوضية هؤلاء ارخنة هذا اللقاء باعتباره يمثل طفرة نوعية وتقنية في عمل ارادوا من خلاله إثبات ضلوعهم في العمل التقني الحديث من خلال تسجيل هذا اللقاء على فلم فيديو ليظل حجة دامغة تثبت للقاصي والداني نوعية العمل الذي تمارسه المفوضية حتى في خارج الوطن. ليتهم لم يفكروا بذلك . فالفلم الذي تم إخفاؤه عن الأنظار بعدئذ لأنه اصبح حجة على المفوضية وليس لها كان بمستوى فني بائس اولاً ، تضمنته إنقطاعات صوتية طويلة ( نرجو ان لا تكون متعمدة ) ثانياً ولا يدل على الذوق السليم ثالثاً وذلك بسبب مرافقة الموسيقى للنقاش الدائر حول الإنتخابات حتى ان صوت الموسيقى والنشيد الوطني العراقي طغى على النقاش احياناً . ربما سيجعل بعض ممثلي المفوضية من هذا النقد الأخير سبباً لجعلنا في موقف معاد للنشيد الوطني العراقي الذي نعتز به كثيراً ، إلا ان موقع هذا النشيد كان يمكن ان يكون في بداية اللقاء وافتتاحه ، لا بمرافقته لمجريات النقاش . وهذه الفقاعة جديدة حقاً ولم يعشها احد من قبل في اي مؤتمر من المؤتمرات .
ومع ذلك فقد عكس ما تم سماعه من الفلم حالة في غاية الأهمية وتدل دلالة واضحة على عدم اهلية هؤلاء الممثلين لإدارة مهمة كهذه . إذ بعد إنتهاء السادة الممثلين من طروحاتهم توجهوا للحاضرين طالبين منهم طرح اسئلتهم . عجيب هذا الأمر . اسئلة عن ماذا ؟ هل تم طرح اي شيئ من قبل الممثلين يستحق الأسئلة ؟ كلا لم يُطرح اي شيئ يتعلق بموضوع اللقاء حتى يجري طرح الأسئلة . وحينما إعترضت احدى الحاضرات على اسلوب العمل هذا وبينت للسادة الممثلين ان يطرحوا ما لديهم حول موضوع اللقاء اولاً ثم يجري الإستفسار منهم حول الأمور العالقة . وهنا انتبه السادة الممثلون إلى هذا المطب الذي اوقعوا انفسهم فيه ليتداركوه ببعض طروحاتهم عن الإنتخابات ، ولكنهم ليتهم صمتوا لكان خير لهم وللسامعين . فأغلب الأسئلة التي طُرحت عليهم كان جوابها : لا ندري لازم نسأل المفوضية ، إذن من انتم يا ترى ؟ اما قضية الوثائق المطلوبة للإنتخابات فلم يحركوا فيها اي ساكن واكتفوا بالقول: والله هذا القانون ، لازم وثيقة عراقية . إنهم لا يعلمون بأن آلاف العراقيين في الخارج لا يملكون اي وثيقة عراقية ، وقد اعترف احدهم بذلك حينما قال ان اغلب العراقيين الذين قدموا على اللجوؤ اتلفوا وثائقهم العراقية ، ولكنه يعود فيقول :" والله القانون يكول هيجي . " فاليبشر آلاف العراقيين بان هذه المفوضية رفضت كل الإقتراحات التي سبق وان تقدمنا بها إلى السفارة العراقية في برلين وإلى القنصلية العراقية في فرانكفورت باعتبار الوثائق الألمانية التي تشير إلى العراق كمحل للولادة مثلاً وثائق يمكن إستخدامها في الإنتخابات . أما قضية نقل الناخبين فهذه من اصعب القضايا لأن النقل يكلف مبالغ كبيرة لا طاقة للمفوضية على دفعها " خطية فلوس ايفاداتهم قليلة جداً وماكو فلوس لنقل الناخبين ". وميزانية العراق خاوية حسب المعادلة المعروفة بالعلاقة االسلبية بين كثرة الحرامية في الدولة العراقية وما تتضمنه هذه الميزانية . مسكين ايها العراق واكثر مسكنة انتم يا اهل العراق.
الدكتور حسن حلبوص الدكتور صادق إطيمش