المنبرالحر

ازدواجية الحكومة.. و لعبة الارنب و الغزال..! / مازن العاني

أقر مجلس الوزراء في 18 آذار الجاري، إجازة قانون انتخابات مجلس النواب رقم (45) لسنة 2013 امام المحكمة الاتحادية. القرار يهدف الى اجهاض دعاوى مقامة منذ اشهر امام المحكمة تطعن بعدم دستورية قانون»سانت ليغو المعدل» بسبب تشريعه دون ان يتم اقتراحه من رئاسة مجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية.
وقبل هذا كان نائب رئيس الجمهورية، المنتمي الى كتلة رئيس الوزراء، أفتى في تشرين الثاني الماضي لمجلس النواب باجازة تشريع القانون، باعتبار ان « الاجازة اللاحقة في حكم الوكالة السابقة» ..!.
الرئاستان، و بعد وضع العربة امام الحصان من خلال اقتراح القانون في مجلس النواب واقراره دون الرجوع اليهما و مباشرة مفوضية الانتخابات العمل به منذ اشهرعدة، اصرتا على ان تسير العربة باي ثمن، لسبب بسيط هو أننا في دولة قانون تُعزف عليه الالحان و النغمات حسب «طلبات المستمعين», قانون يَحكمنا في النهار و يُطربنا في الليل،،!.
«تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أخذ أرنب»، بهذا الاستخفاف الغريب و الازدواجية المفضوحة تعاملت الرئاستان معنا ، تتصرفان و كأن الشعب بلا ذاكرة وتراهنان على «نعمة النسيان» لدى المواطن المُدٌوخ بالازمات و المفخخات.
مازلنا نتذكر «صولة» السيد رئيس الوزراء في شباط العام الماضي يوم صادق مجلس النواب على قانون تحديد و لاية رئيس الوزراء دون العودة للرئاستين. حينها أعلن ان القانون مرفوض شكلا و مضمونا، لانه لا يحق للبرلمان تقديم مقترح قانون و التصويت عليه. و استنجد الرئيس بالمحكمة الاتحادية لنصرته، و نصرته المحكمة و أقرت بعدم دستورية اقتراح مشروعات قوانين من البرلمان و المصادقة عليها، الا بعد تقديمها من رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء.
ماذا حدا مما بدا؟، ولماذا غابت هذه الصحوة الدستورية وعن القضاء العراقي، حين قام البرلمان باقتراح مشروع قانون الانتخابات في الخريف الماضي والتصويت عليه..؟!
لمن يهمه الجواب نقول غابت الصحوة لان القانون الجديد مقارنة «بسانت ليغو» الاصلي يصب في مصلحة الكتل الكبيرة.
الى متى يتواصل الاصرار على الاستهانة بالقضاء ومسخ استقلاليته ؟ و بعدها كيف يراد من المواطن ان يحترم قراراته ؟.
« صيف و شتا بسطح واحد» ، هذا ما يريدوننا الاقتناع و القبول به، سلوك تلك المرأة التي استيقظت من «حلم ليلة صيف» والكل نيام فوق سطح المنزل، و حين وجدت ابنها ملتصقا بزوجته ايقظت الزوجة و طلبت منها الابتعاد عن زوجها بدعوى ان الجو حار خانق، لكنها حين وجدت ابنتها تنام بعيدة عن زوجها، أيقظت الزوج و طلبت منه الاقتراب من زوجته كي يخفف عنها برودة الجو...!