المنبرالحر

ثقافة البؤس ما تريده الاحزاب الاسلامية/ مازن الحسوني

لم تستطع أية جهة مهما كانت امكانياتها من الغاء تأثير الحضارات الكثيرة التي كانت سائدة على وجه الكرة الارضية سواء البابلية والسومرية والفرعونية والاغريقية والصينية ,,,, والاسلامية بل ان العالم يدرس هذه الحضارات لاجل الاستفادة من هذا الموروث الانساني .وبلاشك ان هذا الموروث لايقتصر على شكل واحد بل تجده في العلم والاعمار والهندسة وتشريع القوانين والادب والثقافة ,,,, الخ .
ومن افضل السبل لنقل هذا الموروث غير الكتابة المسجلة بطرق متعددة (حجر،الواح طينية ،قصب البردي ،جلد الحيوانات ،ورق ...الخ) كانت هنالك اللغة وحفظها ولاجل سهولة الحفظ كان الشعر والغناء اضافة لدوره في التعبير الوجداني و الحفاظ على هذا الموروث ،وكذلك الرقص الذي استطاع التعبير عن مفاصل الحياة من خلال الرقصات التعبيرية سواء في العمل او الحرب او الفرح او الحزن او الحصاد ....الخ. ولعبت الازياء وغيرها من الوسائل الدور نفسه في فهم حياة الناس في تلك الفترات .
من كل هذا اريد القول ان الثقافة هي مرآة لحياة الشعوب ومن يريد ان يفهم شعب ما عليه الخوض في حياة الناس الثقافية .
أين هي الاحزاب الاسلامية من هذا الدور الانساني الذي يساهم في تحسين حياة الناس وتطوير الثقافة وجعل المواطن يعيش يومه بفرح وأمل وتفاعل مع الحياة وزيادة رقى المجتمع وتطويره.
بعد توليها لمنصب مديرة القاعة الثقافية الوحيدة في مدينة البصرة خرجت المسؤلة عن الدار الثقافية بتصريح يعكس طبيعة توجهاتها والجهة التي تمثلها (أكيد يعرفونها وشنو عقليتها ) يمنع الغناء والرقص والملابس الغير مقبولة .
هل هذا هو البرنامج الثقافي الذي تقدميه للناس من أجل تطوير الثقافة بالمدينة ؟هل هذا ما تريده الاحزاب الاسلامية من ثقافة خاصة؟ هل تريدون ثقافة أحادية الجانب ؟
ثقافة الجزء الحزين والمأساوي من حياة الطائفة الشيعية الحزن والبكاء على الألأمة وتصوير أن حياتهم لم تكن غير تعب وحزن وعويل وقتل وسبي ،وكأنهم لم يعيشوا حياة فيها من الفرح والعطاء في مواضيع انسانية اخرى ولم يتعلموا شيئا غير التعبد .
هل هذا معقول ؟الم يكن لهم أطفال يفرحون بولادتهم ؟الم تغني اية أم منهم مثل باقي امهاتنا لابنها( دللول يالولد يايبني دللول ) ؟.
على من تريدون الضحك بهذه الافكار التي تخلت عنها حتى الجمهورية الاسلامية بعد ان وجدت ان لاجدوى منها ولم تجني منها سوى زيادة ابتعاد الناس عن هذه الاحزاب الدينية .
لقد حاول المقبور صدام قبلكم ركوب هذه الموجة من خلال الحملة الايمانية التي وضع كل قوانين البلد السيئة خدمة لها ولكنه في النهاية لم يجد من يقتنع بها ويدافع عنه لاجل هذه الحملة الايمانية وذهب في مزبلة التاريخ ،أما عبد الكريم قاسم فلم يدير حملة أيمانية (رغم ان الرجلين صدام وعبد الكريم كانوا يصلون مثلما شاهدنا في كثير من الصور ) ولكن عند الانقلاب على الثورة في عام 1963 خرجت الكثير من الجماهير لتدافع عن الثورة وبقيت لايام وهي تقاوم الانقلابيين. لماذا هل بسبب صلاة الزعيم او تدينه ؟كلا لاجل ما عمله الزعيم للشعب في فترة حكمه القصيرة وهوما جعله محبوب بين الناس بسبب هذه القرارات ، وعكسه كان صدام الذي لم يأسف احد على اسقاط نظامه .
لهذا لك ياسيدتي مديرة دار ثقافة البصرة ومن خلفك. اعمالكم هي الكفيلة بحب الناس واحترامها لكم، وحياة الناس لاتسير بالغصب او الاكراه او شراء الذمم او نشر ثقافة لون واحد من المجتمع .بل الانفتاح على كل الالوان وتقبل كل الاشكال والقيم حتى من تختلفون معها لان هذا الوطن هو ملك الجميع وليس لمكون واحد أذا اردتم أن تأسروا قلوب الناس بحبكم مثل الزعيم وإلا !!!.