المنبرالحر

الثمن بدون التغيير !/ يوسف أبو الفوز

في الايام الاخيرة، كان مزاج، صديقي الصدوق، أبو سكينة رائقا، خصوصا، بعد ان اخذناه الى الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وكان فرحا وهو يرى الاحتفال يزهو بشباب الحزب والدماء الجديدة ، حملة الراية لمستقبل أيام العراق القادمة. واخبرتنا أم سكينة انها ضبطته كذا مرة ومعه أبو جليل يرددان اغان تعلماها في السجن، وكانت تعتقد انهما نسياها. كان أبو سكينة يبدو اسعد حالا حين عرض له جليل استعدادات وخطط التيار المدني الديمقراطي لخوض الانتخابات القادمة. وحين عادت سكينة من نشاط نسوي في حملات الدعاية ا?انتخابية، سألها :»انت طالعة عل ابوك، يعني مثلي، ما تبالغين، قولي لي هل المرة راح تكون حمامة لو غراب؟» وطلب مني ان اقرأ له تقاريرا عن التوقعات حول حظوظ التيار الديمقراطي المدني. حاولت ان الخّص له ما يقال من كون الانتخابات لابد ان تحدث تغييرا في اوضاع البلد، لكن هذا التغيير لن يكون سهلا، ولن يكون جذريا، وستواجه الحمامة المنشودة الكثير من العراقيل التي تحاول نتف ريشها وكسر اجنحتها، فالمال السياسي نشط والتدخلات الاقليمية لا عد لاشكالها، وبعض وسائل الاعلام تواصل تأجيج المشاعر الطائفية والقومية، ولكن العقلاء والمتفائلين يطالبون بمواصلة العمل لاجل حصول التغيير والاصلاح وان تتوفر الظروف حتى تستطيع الحمامة ان تفرخ الكثير من الحمام الذي سينشر البهجة في سماء الوطن.
صفن ابو سكينة ، والتفت لابي جليل :» تتذكر سالفة حاملة الطائرات الامريكية اللي انباعت بفلسات، كلش خايف لا حال العراق حامل الثروات البشرية والطبيعية ومهد الحضارات، ان تصير بيه نفس السالفة ويأكلنا الزنجار بسبب عدم الصيانة والتغيير في الوقت المناسب؟»
وابو سكينة هنا، يعيد لاذهاننا حكاية حاملة الطائرات «فورستال»، التي عرفت بمشاركاتها في العديد من الحملات العسكرية، وحين خرجت من الخدمة في البحرية الامريكية، بيعت كخردة لشركة معادن متخصصة. في عام 1954، كانت فورستال أكبر سفينة في البحرية الأمريكية، واعتبرت في ايامها معجزة في التكنولوجيا الامريكية، وكلف بناؤها ما يعادل ملياري دولار، ولكنها خلال السنوات العشرين الماضية، بدأ الصدأ يأكل جدرانها، ولاجل نقلها إلى موقع للتخلص منها، وهي بحالها البائس الذي صارت عليه، تبين ان العملية ستكون مكلفة جدا، لهذا قررت الشركة المعنية شراءها مقابل سنت واحد فقط؟