المنبرالحر

قائمة الوركاء.. قائمة التواصل / ئاشتي

تعود إلى أوروك كأنك تعود إلى الجذور الأولى. تعود إلى حيث بدأ العمل من أجل نشر روح التآخي والمحبة بين الناس. تعود إلى حيث السعي من اجل القضاء على الشر القابع في (غابة الأرز). تتضافر الجهود في النصح والمعرفة، ويبدأ زمن التشاور بين شيوخ اوروك وأبطالها. المهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة التنفيذ، لا تحتاج سوى إلى روح التواصل بين الجميع. وهل هناك أفضل من التواصل ؟ لا سيما وان النوايا معروفة مسبقا والإصرار يملأ الصدور حماسة على تجاوز الصعاب. صحيح أن خمبابا قد شطر نفسه إلى العديد من اشكال الشر والخراب، فكان خمب?با الفساد، خمبابا الطائفية، خمبابا المحاصصة، خمبابا التفرد بالسلطة، وخمبابا الذي يقدح لسانه لهبا من نار في كل يوم ليقتل العديد من العراقيين. وليس هناك أمام أبطال أوروك غير أن يتواصلوا مع شعب اورك الذي ذاق المُر والهوان منذ اكثر من خمسين عاما. والتواصل يعني فهم مشاكل الناس والعمل من اجل حلها. التواصل يعني السير أمام الناس بشجاعة للمطالبة بحقوقهم. التواصل يعني الاستماع إلى رأي الناس بك والأخذ بمقترحاتهم. التواصل يعني أن تجد لغة مشتركة بينك وبين الناس عبر النزول من برجك العاجي والاختلاط بهم. والتواصل في حقيقت? بعد انساني يضفي على العلائق بين البشر روحا من الألفة والتقارب تحيل كل الحواجز الكونكريتية إلى رماد تذروه رياح الصدق والوفاء.
تعود إلى أوروك كأنك تعود إلى الجذور. فيه في الحقيقة جذورك التي تستمد منها كل ألقك وتحديك، مثلما تستمد كل نصاعة تاريخك وتضحياتك وصمودك إزاء كل الرياح التي حاولت اقتلاعك من الجذور، لأنك تحمل في روحك معنى التواصل. والتواصل هو مفردة ما اختلف معناها على مر العصور، لهذا جاءت قائمة الوركاء(اوروك) وهي تحمل بين كفيها زهور التواصل ليشم عطرها كل الناس. لا فرق لديها بين عرق ودين وقومية وطائفة، لأنها تمثل أصالة العراق وتاريخه، تمثل كل طيبة أهل أوروك وسعيهم من أجل نشر السلام. فها هي الأم (ننسون) تدخل حجرتها وترتدي حلة ت?يق بجسمها وتتزين بحلي تليق بصدرها وتضع التاج على رأسها وتحرق البخور إلى الاله (شمش) من أجل أن ينتصر أبنها جلجامش.
تعود إلى اوروك وأنت تتابع رحلة جلجامش وصديقه أنكيدو إلى غابة الأرز حيث يستقر خمبابا، والأمل يحدوك في تحقيق حلم جلجامش الذي رواه لصديقه أنكيدو.
«يا صديقي رأيت في حلمي الجبل وهو يسقط،
فصدمني ومسك بقدمي،
ثم انبثق نورٌ وهاجٌ،
طغى لمعانه وسناه على هذه الأرض،
فانتشلني من تحت الجبل،
وسقاني الماء فَسر قلبي».