المنبرالحر

نحن وعميد الأحزاب في بغداد/ د. محمود القبطان

بعد ان اتخذت قراري منذ حوالي العام بأن أحضر الحفل الثمانيني لميلاد حزب فهد وسلام عادل والحيدري الذي وُلِد ليبقى رغم كل الديكتاتوريات وبطشها، تأسس هذا العملاق ليفرش ارض العراق حبا وأملا من اجل عراق مستقل وشعب سعيد بدماء وتضحيات رفاقه ليستمر وسوف يبقى على أيدي الشباب الواعد.. ..بدأت استعداداتي للسفر لحضور الحفل في البصرة وفي بغداد. وصلت البصرة حيث يغمرني الفرح لرؤيتها مرة أخرى خلال عام فقط عسى ولعل أن حدث بعض التغيير على مظاهر المدينة ، الخدمات البلدية بناية مرآب وقوف السيارات من خمسة طوابق بنيت بشكل لا تستطيع السيارات الدخول إليها فتحولت الى مخزن لأصحاب البسطيات إضافة الى حجزهم نصف الشارع مقابل سوق المغايز.
الفوضى في الشوارع ، النفايات،تدمير كامل للبيئة،الماء مازال غير صالحا للشرب ،لابل حتى للغسيل. صور"الكبار" كم هي لا تبالي بالتحذيرات،أضيف لها العديد من "القادة"الجدد،جداريات صدام استبدلت بأخرى لرجال الدين،تذمر كبير من انتشار الفوضى حتى في الدوائر الحكومية، حيث مازال موظفو دائرة الهجرة والمهجرين مضربين عن العمل بسبب الرواتب القليلة، حسب ما يقولون.الشوارع مدمرة بسبب المطبات الأهلية والحكومية،حيث انتشرت ظاهرة المطبات من الحبال البحرية دون رقيب وحساب. الأرصفة في الأحياء السكنية مستغلة من قبل المواطنين كمواقف لسياراتهم. ذهبت لمقهى الأدباء، لم أزورها من قبل ، لكن يا ليتني لم أزورها، حيث بالرغم من الوجوه الأدبية المعروفة والمواظبة على الحضور اليومي لكن انعدام أبسط الشروط الصحية فيها إضافة الى قدم ووساخة "الموبيليات" يجعل المرأ الزائر عازفا عن الجلوس مرة أخرى. لكن زوارها تعودوا عليها وهم كثر. ونرجع للموضوع الرئيسي لزيارتي للبصرة، حيث صادف أن يكون الحفل الكبير للحزب بذكراه الثمانين يوم الجمعة 28 آذار وهذا صعّب عليّ المهمة حيث احتفالية بغداد في اليوم التالي 29، فارتأيت الحضور لحفل بغداد، لكنني لم أغادر البصرة بدون أعمل مهمة وبدون تكليف من أحد بأن أطلب رفيقتين بالقدوم الى أحدى الدور الكريمة للقاء أهاليها لشرح الوضع العام في العراق عموما وفي البصرة خصوصا، يعني لقاء سياسي مُصغّرُ، ومن ثم التعريف بأهمية الذهاب للانتخابات والقائمة التي سوف يشترك بها الحزب وطلبوا من الحضور عدم توزيع أي كارت لمرشح الحزب في البصرة إلا ابتداء من الأول ابريل وحسب قوانين المفوضية ، والتزم الحضور الكريم بذلك.هذه هي أخلاق الشيوعيين وأصدقائهم.
غادرت البصرة متوجها الى بغداد ثم جاء يوم ال29 من آذار لتلتقي الوجوه الجميلة الفرِحة للاحتفال بهذا اليوم الأغر يوم عيد عميد (البعض يقول شيخ)الأحزاب العراقية في عامه الثمانين ليدشن عامه الواحد والثمانين بجماهير يصعب تعدادها حيث كان البعض في شارع سينما سمير أميس والبعض الآخر اضطر الجلوس في الكافترية أمام القاعة بسبب عدم وجود مكان حتى للوقوف.دخلت الشموع الثمانين تحملها شابة بملابس "المگبعات"الهلاهل والهتافات من كل مكان في القاعة.منظر جميل لا يمكن وصفه بسهولة لابل ازداد الحماس لشاعر شعبي يلقي ويلقي من شعره الجميل حاز على إعجاب الحضور.شعر كلمات وخطب
وبرقيات وحضور كبير من قبل الأحزاب الصديقة.إذا كان الحزب شيخ الأحزاب وشاخ فمن أين أتت جموع الشباب الشيوعية؟
انه حزب الشباب فعلا وقولا وال80 عاما هي فترة تدريب الأجيال القادمة لحمل الراية النبيلة لحزب شيوعيي العراق في وطن حر وشعب سعيد.انتهى الحفل الخطابي بغناء جميل لإحدى الفرق العراقية الشعبية.
وعلى حدائق أبي نؤاس حيث كنت قد اصطحبت احد أصدقائي القدامى وحيث الحفل الآخر وهنا حضر الألوف ومعظمهم من الشباب وأكرر من الشباب إضافة الى الشيوعيين القدامى. كلمات جميلة لشابة وشاب حيث قدموا للحفل، الشعر الجميل وكلمة ممثل ومرشح الحزب في التحالف المدني الديمقراطي حيث أسهب بتعريف الجماهير بنزاهة ممثلي الكتلة وببرنامجها "نحن" و"هم" في إشارة بيده اليمنى على يمنيه للمنطقة الخضراء حيث تهافتوا على المناصب وانتشر الفساد وكثرت طوابير العاطلين.كان يوما رائعا، جميلا ،صافيا وكان محاطا بالحراس من رفاق الحزب والشرطة.

ابتدأ عام الواحد والثمانين من عمر الحزب المديد وأمامه مهمات صعبة وهو جدير بتحمل الصعاب وتذليلها من أجل الشعب والوطن، ومرشحيه الى البرلمان في بغداد وفي باقي المحافظات سوف يكونون أمناء على سمعة الحزب من خلال وطنيتهم ونزاهتهم وحرصهم على المال العام،وهم الأمل الكبير للتغيير جنبا الى جنب مع زملائهم في التحالف المدني الديمقراطي من خلال برنامجهم الواقعي.

شيء لم أحظ به في هذه الزيارة هو لقاءي بشابين شيوعيين ونشطين حيث عقدنا العزم في صفحة التواصل الاجتماعي على اللقاء احدهم في البصرة والآخر في بغداد.لكنني قادم وعن قريب.
قريبا سوف أكون اقرب الى الوطن والحزب الذي لا يشيخ.