المنبرالحر

نبوءة " التيار" و"زخة" نيسان/ طه رشيد

الاشقاء في الجزائر يقلبون حرف " التاء" طاءً، فتاكسي تكتب وتقرأ "طاكسي" وموريتانيا تصبح موريطانيا ،وتازة تصبح طازة. باستثناء مدينة قبائلية (بربر) تقع على شرق الجزائر اسمها " تيزي وزو" فانها تبقى كما هي، اي بحرف التاء وهو استثناء كان يسعد الاف العراقيين الذين كانوا يعملون هناك في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي!
وتماشيا مع هذه القاعدة الجزائرية فان التيار يصبح بلسانهم " الطيار"، فحين يقولون "الطيار" المدني فهم لا يقصدون لا الطيار المسكين الذي " ديور" الطائرة وعاد الى بيروت، دون ان يكون له شرف الهبوط في بغداد، ولا يقصدون الطيار الماليزي الذي غاب سره في مياه المحيط، بل انهم يقصدون ذلك التجمع او التحالف الذي يحاول ان يخوض الانتخابات المقبلة معتمدا على قدراته الذاتية، وبكلمة اوضح لا " يخمط" من فلوس الدولة ،ولا يأتيه دعم من خارج الحدود!
وفي عودة لعنوان العمود، سيتساءل القارئ الكريم: وما علاقة الزخة بالتيار؟
اجيب : كنت في سيارة مع مجموعة من اصدقائي في الايام الاولى لانطلاق الحملة الدعائية للانتخابات وحاولنا رصد ومشاهدة توزيع الدعاية، حجم الفلكسات، عددها، طريقة توزيعها، الأمكنة المفضلة .. ولاحظت غياب الدعاية الخاصة بالطيار !
فقال احدهم لا تستعجل صديقي فان جماعة التيار لا يمتلكون نفس إمكانات الآخرين، فاذا ما هبت ريح او نزل المطر وخاصة نحن في شهر نيسان المتقلب فاولئك يستطيعون تغيير دعاياتهم، بينما جماعتنه، يقصد التحالف المدني الديمقراطي، فان لكل من مرشحيهم عدد محدود من الصور والفليكسات. ولذلك تراهم ينتظرون الجو الامثل كي يعلنون عن انفسهم.ويعتمدون في الغالب على علاقاتهم المباشرة مع الناس دون مغريات او رشاوي !
وحين نزل المطر بكثافة غير متوقعة وسط هذا الاسبوع قلت لنفسي لقد تحققت نبوءة التيار. وتمزقت بعض الصور وانقلب البعض على البعض الآخر. بينما ستبقى صور مرشحي التيار متلألأة تحت شمس بغداد.