المنبرالحر

آن الأوان لتحقيق ما حلمنا به منذ طفولتنا / كفاح محمد مصطفى

منذ تأسيس الدولة العراقية كانت العناصر الوطنية والتقدمية الديمقراطية تشق الطريق نحو الافكار المتنورة والمتحضرة، نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مجتمع يسوده الجهل والتخلف والامية ولا تتجاوز ثقافته الشعبية مجموعة الاساطير والخرافات. نعم لقد شقت العناصر التقدمية الديمقراطية الطريق بدمائها ودموعها تلهب ظهورها اسواط الطغاة الجلادين بمختلف اشكالهم والوانهم وازيائهم، الذين حاولوا بكل الطرق والوسائل القذرة منع التقدميين من شق الطريق وكتم اصواتهم. حاولوا بالنفي والسجون والمعتقلات وباشد وسائل التعذيب دموية، لكنهم لم يفلحوا ابداً وبقيت شعلة الحرية متقدة دوماً وبدأت تنشر نورها في كل زوايا البلاد المظلمة وتبهر به ملايين العراقيين الذين انارت الشعلة دروبهم وجعلتهم ينخرطون في العمل السياسي من اجل بناء دولة ديمقراطية مدنية متحضرة، توفر الكرامة والحرية والخبز لجميع العراقيين. وقد آن الاوان لجني ما زرعته العناصر الوطنية والتقدمية وروته بدمائها ودموعها، وذلك بحملنا راية الحرية والسير بها مع كل احرار واخيار وشرفاء الشعب العراقي، لنمرّ من بوابة الانتخابات المقبلة وانتخاب العناصر النزيهة والكفوءة والمخلصة التي نزلت بتحالف مدني ديمقراطي رقمه 232. لقد لاحقتنا الكوابيس نحن الذين اعتنقنا الفكر التقدمي الديمقراطي، ولا ندري هل هي لعنة الفكر الرجعي المتخلف ام لعنة الطبقة المستفيدة من الحكم الرجعي؟
عندما كنا اطفالاً لم نكن نعرف الاحلام البريئة، لان احلامنا عبارة عن كوابيس مرعبة كنا نفز ليلاً مذعورين ونحن نصرخ من شدة الفزع، لاننا ننام ونحن نستمع الى قصص التعذيب الوحشي الذي يتعرض له ذوونا في مقرات الحرس اللاقومي، وفي مقرات الاندية الرياضية بعد ان امتلأت مقرات الحرس اللاقومي والاجهزة الامنية بالمعتقلين. وعندما كبرنا قليلاً كبرت معنا الكوابيس بعد ان اصبحنا مراقبين من قبل الاجهزة الامنية التي اشرت على عوائلنا بالحبر الاحمر واعتبرتنا عوائل مشبوهة ومعادية للنظام واخذت تراقب كل حركاتنا وسكناتنا بل وحتى انفاسنا. وعندما بدأت قادسية المعتوه كانت الكوابيس تزداد ترويعاً حيث كانت تطاردنا مفارز الانضباط العسكري والجيش اللاشعبي لتحرقنا بمحرقة الحرب المجنونة. لم نكن نعرف معنى الاحلام فقد سرقوا حتى احلامنا منذ الطفولة وحولوها الى كوابيس مرعبة.
لقد آن الاوان لتحقيق ما حلمنا به منذ طفولتنا، وهو العيش بسعادة ورفاه في وطن حر وآمن ومزدهر، وذلك عبر مشاركتنا في الانتخابات المقبلة واختيار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل بناء دولة ديمقراطية مدنية متحضرة، وتوجوا نشاطهم في تحالفهم بتحالف مدني ديمقراطي برقم 232. فهل ستحقق احلامنا؟ هذا ما نأمله ويأمله كل احرار واخيار وشرفاء الشعب العراقي.