المنبرالحر

إنه يوم سيكون مشهوداً / ياسين النصير

ليس 30 نيسان تاريخا عاديا في حياة العراقيين، بل هو أحد أهم الفواصل الكبيرة التي تنقل العراقيين من مرحلة الفساد والطائفية والنهب والتحويشات العبثية من أموال العراق إلى التنظيم والعدالة والحرية، هذا اليوم سيكون فاصلا ايها العراقيون بين صعود تيار مدني له برنامج فكري وعملي واضح، وبين بقاء تيارات سياسية اشبعت العراقيين طوال احد عشرعاما وعودا كاذبة في الأمن والعدالة والرفاه والحرية، هذا اليوم المفصل له مايسنده في تاريخ العراق، ليس لأن الكفاءات العلمية انضوت تحت راية "مدنيون" فقط، إنما المراهنة على وعي الشعب العراقي الذي خبر المفسدين والمحسوبيين والذين ارتضوا أن يكونوا بديلا عن التاريخ الوطني للعراقيين وهم يقارعون الظلم والتعسف منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أن ثمانين عاما ليست مجرد سنوات متراكمة، بل هي سنوات حفر في ارض العراق عن اشاعة الأمن و توزيع الثروات والقول الصادق والكفاءة العلمية والبرنامج العملي في تلبية مطاليب الشعب العراقي الذي بقي ينتظر احد عشر عاماً على ابواب الديمقراطية المفترضة وإذا به يعود إلى مراحل ربما كانت الأسوأ في حياة العراقيين وهي مرحلة غياب الأمن والخدمات.
سيكون من نافل القول أن التيار المدني صيغة لمجموع حس العراقيين ونضالهم الذي اشترك في بنيته كل المناضلين، أننا نراهن على الحس الوطني العام للفئات الاجتماعية التي خبرت التاريخ وصاغته وانطحنت في مفاصلة لأن تكون واعية تماما للدور الذي يجب ان تلعبه في هذه المرحلة المفصلية. أنها احدى الفرص المهمة في حياتنا أن يكون في البرلمان فئات تكنوقراط ومهنيين ومثقفين وعلماء واساتذة لهم الخبرة العملية في صياغة وجود العراقيين كما يجب ان يكونوا ضمن العالم المتقدم.
الرهان في الاسبوع المتبقي على الانتخابات هو حس المواطن وشرف مواقفه الذي يدفعنا نحن المتحرقين شوقاً إلى التغيير،لأن يكونوا ضمن مسؤولياتهم والمهمة التي هم بصددها ليست هينة، ولن تكون كذلك ، فالعراق لايبنى بيد طائفية ولا يرى بعين ناهبة لمالية الشعب، ولا تعالج المواقف الأمنية بتهريب سجناء القاعدة ، ولا بتسويف المعاملات، ولا باقتصار المنح والعطايا على فئة دون الشعب، ولا بالتزوير والمماطلة، ويكفي العراقيين أن يكونوا مدعاة للسخرية من قبل منظمات العالم من أن بلددهم في أخر بلدان الفساد. يكفيهم أن يقال عنهم أنكم لم تحسنوا إدارة الحكم وأن فئة صغيرة من الشعب استأثرت بكل موارد الدولة وجيّرتها لصالحها، وأنها لا تحسب للعالم المحيط بنا إلا من نوافذ مصالحها الشخصية، فالعراقييون الذي كان يقال عنهم" مفتحين باللبن" عليهم فعلاً أن يفتحوا أعينهم هذه المرة على قوائم التيار المدني، ,ان يرفضوا بقناعة اسماء البعض ممن لم يكشف عن ذممه وممن لم يعمل طوال سنوات وجوده صالحاً للشعب، وممن استغفل مؤسسات الدولة للرشى والارتزاق والمقاولات الموهومة.
فالثلاثون من نيسان ليس يوما عادياً، بل تاريخ مفصلي للتقدم، أو للبقاء في مربع ما قبل 9 نيسان عام 2003.