المنبرالحر

عيش أو شوف !!!/ عبد الجبار نوري

 

أفرزت ألأنتخابات 2014 في ألعراق حالات غريبة أنفردتْ بها عن مختلف أنحاء ألعالم ، فهي أكثر كلفة وغرابة في ألعالم ! ، لعل ما تناقلتهُ وسائل ألأعلام صحيحاً عندما يذهب بعض ألمرشحين ألى لبنان وتركيا للتبضع بأحدث صيحات ألفساتين والمكاييج والبدلات ، وألشعب يتساءل عن مصدر هذه ألأموال ألضخمة و ألدعاية ألمهولة ، وحسب ما نسمع من ألمتابعين للعملية ألسياسية أنّ 750 مليون دولار صرفت من ألكيانات ألكبيرة ألمسيطرة على ألقرار ألسياسي لحد يوم ألصمت ألأنتخابي، وأنّ أموال ألحملات ألأنتخابية ( مريبة وضخمة) حين يكون أنفاق ألمرشح ألواحد على حملتهِ ألأنتخابية 50 مليون دينار عراقي فضلاً عن أنّ قوائم منافسهِ وصلت الى 8 مليون دولار، ألملفت للنظر في ألحملات ألأنتخابية هو ألبذخ في ألدعاية ألأنتخابية ، وصلت ألرشوة ألأنتخابية ألى ألأستهانة ألوقحة بكرامة ألمواطن حين يرشى ألمواطن بطانية أو مدفأة أو دجاجة مجمدة ، وصلت تصرفات ألمرشح ألى نقطة ألا عودة في ألقيم والمبادىء حين يقدم على شراء ألبطاقة ألألكترونية لغايات فساد في نفسهِ مقابل مبالغ كبيرة ، بالرغم من تلك المبالغ ألمصروفة ألا أنّ ألمواطنين ينظرون أليها بعين ألسخرية وألتندر ألى تلك ألأرقام ، ومع هذه ألأغراءات يبقى ألمواطن هو ألخاسر لأنهُ عندما يفوز سوف يجني 50 مليون دينار راتب، وجواز دبلوماسي، وحصانة، وحمايات، وسيارة مصفحة ،وعمولة ألكومشن ، وألعلاج خارج ألعراق ،وأيفادات ، ورصيد في البنوك ألخارجية ، وشراء عقارات ، ويبقى ألمواطن يتساءل من أين منابع هذا ألتمويل؟؟ تحدث ألدكتور محمد يونس ألأستاذ في كلية ألأدارة وألأقتصاد بجامعة تكريت عن موضوع مصروفات " ألمفوضية ألعليا ألمستقلة للأنتخابات ( أنّ كلفة ألناخب في ألعراق تبلغ 7 دولارات للمواطن ألواحد وتصور لو يضرب ألرقم في عدد ألناخبين !! وناهيك عن ألمرصود ألملياري " للمفوضية ألعليا ألمستقلة للأنتخابات" ومصروفاتها من ورق وصناديق وبطاقة ألناخب ألألكترونيّة وأجهزة ألحاسوب وألعد وألفرز ، و رواتب موظفي ألمفوضية ، وتابع ألدكتور محمد : أنّ حجم ألأموال ألمصروفة في الدعايات ألأنتخابية وبهذا ألشكل ألمفرط وبأسرافٍ شديد بأنها كفيلة أنْ تبني ألآف ألمساكن منخفضة ألكلفة للعوائل التي تسكن في بيوت من ألصفيح في قلب ألعاصمة بغداد ، موضحاً كميات ألحديد ألتي أستخدمت في ألدعاية ألأنتخابية تقدر بآلآف ألأطنان، وأبتدع ألمرشحون ألعراقيون لمجلس ألنواب أساليب كثيرة للفت أنتباه ألحماهير أليهم وأستمالتهم ألى كتلهم والحصول على أصواتهم ،حيث كان ألغناء من أكثر ألوسائل أستخداماً في ألدعاية ألأنتخابية لمرشحي ألكتل ألكبيرة مما أنعش بعض ألمهن ألتي باتت تنقرض كالغناء وألموسيقى وأستديوهات ألتسجيل والمطربين، وقال ليث عبد الله صاحب مكتب أعلان في تكريت: أنّ كلفة أغنية واحدة لأحد ألمرشحين وصل ألى 20 ألف دولار من دون بثها على الفضائيات والتي أصبحت أرقاماً خياليّة تدفع كلها من خزيتة ألمواطن ، وقال أحد المرشحين –والقول لليث عبالله- من أنّ ألفضائيات في العراق حددت سعر ألثانية ألواحدة في ألأعلان بألف دولار أمريكي مبيناً أنّ هذهِ ألفضائيات ألكبيرة في ألعراق حققت ملايين ألدولارات في العراق، وأضاف أنّ ألأنتخابات أنعشت كتاب ألأغنية وألملحنين وألمطربين وألفرق ألموسيقية وأستوديوهات ألتسجيل ، وشهدت أسواق بيع ألأغنام طلباً واسعاً على شرائها لأعداد ما تسمى (ألولائم ألأنتخابية)أو (ألمؤتمرات ألأنتخابية ) ، وذكر شاهد عيان أنّ أحد ألكتل ألكبيرة نحر250 خروفاً وجبة واحدة لأجل كسب ألأصوات ليس ألا !! وبألتأكيد أنها تكفي لأشباع آلآف ألجياع في عراقنا ألمتعب !! ، فيما نُحرَ في أغلب ألمحافظات ذات ألطابع ألعشائري مئات ألخراف في مؤتمراتهم ألأنتخابية مما أدى ألى أرتفاع أسعار اللحوم والذي أنعكس على ألقوة ألشرائية للمواطن ، وكل هذهِ ألأموال ألمصروفة في ألأنتخابات مسروقة من ألشعب العراقي وأعيدت لهم على شكل دعاية أنتخابية يقدمها اعضاء مجلس النواب ومن يطمح في ألحصول على ألعضويّة من أجل أستمرار ألسرقة وألفساد، وأن بعض ألكتل ألمفلسة وعدم أمتلاكها برنامج أنتخابي تعمد ألى وسائل رخيصة هابطة حتى أخلاقياً عندما يلصقون على الجدران صور مرشحات جميلات محاولة لكسب أصوات ألمراهقين وألعزاب ، وكتل اخرى بعد أنْ أستنفذتْ كل ألسبل ولم يقنعوا ألناس يستخدمون ألصلاة في دعاياتهم ألأنتخابية ،ولصق صور ألمرجعيات ألدينية ، بالرغم من أنّ ألمرجعيات ألرشيدة تبرأت من دعم أي كتلة، وتوافد ألسياسيون على ملاجىء ألأيتام وتوزيع هدايا لا تتجاوز قيمتها 5 آلآف دينار ، تتنوع بين لعبة أو قميص ، يتقدم ألسياسي بتوزيعها ويجمع حولهُ أكثر من يتيم مسكين ليلتقط لهُ أحد أفراد حماياتهِ صورة ينشرها على صفحات ألتواصل ألأجتماعي ، ونتساءل أين كان هؤولاء ألسياسيين خلال ألأربع سنوات ؟ ولماذا تذكروهم قبل شهرمن ألأنتخابات ؟، وكتلة دينية كبيرة تملك فضائيات جعلت من قادتها ابطال الشاشة ، مرة تطلع علينا بتوزيع أحذية وتيشيرتات أداداس ، ومرة زيارت مستمرة للعوائل وتوزيع ألوعود وألأبتسامات ألكاذبة ، وتروج بشكلٍ أو بآخر بعلاقتها بالمرجعية ، وألخبير ألدستوري وألحقوقي د/منذر ألفضل عضو لجنة كتابة ألدستور يقول : أنّ ألغاية من ألأنتخابات في ألعراق لم تعد بناء ألديمقراطية وألتداول ألسلمي للسلطة ، بل أصبحت لهاغايات أخرى كثيرة ، وفي سياق ألدعاية ألأنتخابية يلاحظ مراقب ألمشهد العراقي أنّ مرشحي ألتيارات ألبرالية عموماً يفتقروت ألى دعاية واسعة، وتكاد أعلاناتهم تنحصر بألعاصمة دون غيرها من مدن ألعراق ، وقد عللت ألمرشحة (شروق ألعبايجي عن ألتحالف ألمدني ألديمقراطي) نحن لا نملك أموالاً لغرض ألدعاية ، وسمعتنا هي رصيدنا ألوحيد بين ألناس ، وأخيرا ألغريب والملفت للنظر ينشط في ألعراق 40 حزباً سياسياً تتنافس هذه ألأحزاب للمرة ألثالثة على مقاعد ألبرلمان من دون قانون يجيز وينظم عملها لأنّ { قانون ألأحزاب } تماطلت ألكتل ألسياسية ألكبيرة على تمريرهِ في ألبرلمان ولدورتين لأنهُ يكشف مصادر تمويلها ، لك ألله يا شعب ألعراق ألمبتلى !!!!!!!!!