انتخابات اوربا القادمة.. علينا تغيير العلاقات/ حازم كويي

التفاصيل: نشر بتاريخ الإثنين, 05 أيار 2014 19:01

يتوجه الاوربيون في 25آيار هذا العام لانتخاب ممثليهم ومن مختلف الاحزاب للبرلمان الاوربي القادم، هذه القارة التي انطلقت منها حروب محلية وعالمية مهلكة ثم سادها السلام لعقود عديدة رغم الاستثناءات وخاصة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ، فالمواطنون اصبحت لديهم امكانية حرية التنقل من دولة الى اخرى دون الحاجة لجوازات السفر.
لكن الكثير يرى ان اوربا اصبحت الآن اكثر بيروقراطية، مقيدة بعقلية رأس المال التي تحكم دون الالتزام بخطط سليمة تخدم مصالح العامة من شعوب هذه القارة، فالتأمين الاجتماعي والتأهيل الوظيفي قد وصل الى الخط الاحمر من الهدم حيث لايستطيع البرلمان من حل الازمات المتوالية والتي تتحكم فيها قرارات البنوك والشركات المتعددة الجنسيات فاصبح الطريق لها معبداً لجني المزيد من الارباح وبالأخص لدول ما يسمى بالعالم الثالث ،حيث تشترى منها المواد الاولية بأبخس الاثمان ، لكنها تشتري(اي دول العالم الثالث) مقابل ذلك الاسلحة بأغلى الاسعار.
في اليونان واسبانيا يعاني نصف الشبيبة من البطالة ،وفي ايطاليا ثلث أعدادهم ،وقد صرفت الحكومات مجتمعة مبلغ 6 مليارد يورو لمكافحتها ، لكنها في المقابل قدمت للبنوك اثناء ازمتها مساعدة بمبلغ 5100 مليارد يورو كهدية .
اليسار يريد ان يرى اوربا اخرى ، أي ان تكون للإنسان وليس للبنوك والشركات العملاقة، اوربا التي لا تستجدي فيها بعض دولها وتقع في فخ العنف وتشتعل فيها الحروب، لهذا يقترح اليسار برنامجا يتضمن مكافحة البطالة الواسعة والحصول على اجور عادلة لاتتجاوز ساعات العمل الاسبوعي فيها عن 40 ساعة وان يحصل المتقاعدون على رواتب ضامنة وانتشالهم من الفقر والتسول الذي اصاب قطاعات كبيرة منهم.
ولاجل هذا يجب تحقيق الديمقراطية الحقيقية من خلال المشاركة المباشرة للناس باتخاذ القرارات الضامنة لحياة افضل للجميع، ومن اجل اوربا دون جدار يفصلها عن العالم، والايقاف الفوري لمنع اللاجئين من الدخول وخاصة اولئك القادمين عن طريق البحر، والذي يلاقي الكثير منهم حتفهم، ولهذا يجب ضمان حق اللجوء للجميع.
تقول كابي سيمر عضو حزب اليسار الالماني في البرلمان الاوربي: ان اوربا عبارة عن أميرة صغيرة اختطفت سابقاً في قناة السويس، فهي اول اميرة مهجرة الى اوربا ، فنحن نؤمن بالطاقات الكبيرة للانسان ونستطيع ان نجعل هذه الارض ملكاً للجميع من خلال التضامن ولا نضعها تحت تصرف البنوك الكبيرة والاحتكارات العابرة للقارات.