المنبرالحر

موضوع لا يحتاج إلى عنوان / ئاشتي

يتثاقلُ في روحك اضطرابُ حزينُ ينسجُ خلاياه على إيقاع خلاياك، فتبدو وكأنك أدمنتَ الحزن ونصبت َله سرادق فرح غجري على الطريق الذاهب بك إلى المجهول، وهل هناك أكثر مجهولية مما أنت فيه؟ مادام وطنك الحلم قد دخل في غياهب سجن المجهول منذ أكثر من خمسين عاما، وليس هناك من دلالة انصع وضوحا من نهران الدم التي تفضي إلى تلك الغياهب، حيث يرقد وطنك الحلم في إغفاءة لا يعلم أحدٌ متى ينهض منها، لا شيءَ يجعلك تعومُ في بحر من الحزن غير أن العقلية التي سببت كل هذا الضياع هي نفسها(وان كانت بأشكال ومسميات مختلفة) تحكم وطنك الحلم، يتحدثون عن الديمقراطية وهم يحتسون عصير الدكتاتورية صباح مساء، يعلنون عن شفافيتهم بكل أشكال الزيف والإسفلت، يقطعون جميع الزهور من حدائق الاختلاف معهم، أحيانا يبتسمون لرأي مخالف أمام عدسات التلفاز لكي يبرهنوا للجميع على دماثة الخلق والتسامح، ولكن وفي اليوم الثاني يأتي منهم من يحاصر مبنى الحزب الذي تنتمي إليه، هل هذه لعنة السماء أم ماذا؟ لماذا ابتلى وطنك الحلم بكل هذه المساوئ؟ ومن أين تأتي بعنوان يضم كل هذا الضيم؟ حكام لا يأبهون لشعب أو على حد قول صديقي الشاعر الجميل ( لو كتله فدوه الشعب محروم كلك وإذا..... ما دام أنا بالحكم حيل وعساه بأنكس) نعم... لا احتاج عنوانا لهذا الموضوع مادام حكامنا أبطاله.
يتثاقل في روحك اضطراب حزين ينسج خلاياه على إيقاع خلاياك، فيراودك هاجس تقديم التهنئة إلى حكامنا مادام قد انخفض عدد الضحايا في شهر أيار عن نيسان بما مقداره 83 ضحية، فقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق(يونامي) عن أن عدد الضحايا في شهر أيار قد بلغ 2208 فيما كان في شهر نيسان(بالطبع هذا العام) 2291، وهذه الأرقام لا تشمل ضحايا العمليات في الأنبار، والسؤال الذي يمزق الشرايين هو، هل يكترث الحاكمون لهذه الضحايا من العراقيين؟، أم أن كل هذه الدماء لا تساوي مسند الكرسي الذي يجلسون عليه ويتمسكون به. العالم المتحضر يحافظ على ارواح القطط والكلاب وليس البشر فقط، وهم لا يأبهون لكل هذه الدماء
يتثاقل في روحك اضطراب حزين، وليس هناك من تقول له أو تتوجه إليه بالسؤال ما دام المدى مقفل مثلما يقول الشاعر الكبير أدونيس.
(في مياه الفرات- المياه التي تتغطى بأحزانها،
نرجسٌ ذابلٌ،
والضفافُ التي ترتديها الضفافُ ندى يتبخرُ،
هذي بلادٌ،
تتأوه من نفسها،
ما أقولُ؟ لمنْ أتوجهُ، منْ أسألُ؟
المدى مقفلٌ )