المنبرالحر

أربعينية مقهى الشهيد أبو حالوب / طه رشيد

ابو حالوب ( عقيل هاشم)، هو الشاب الذي راح ضحية تفجير اجرامي استهدف المقهى الذي كان يعمل فيه، مساء الثلاثاء 22 نيسان2014، وراح ضحية التفجير 12 شهيداً بينهم عامل في المقهى اسمه عبد الاحد وهو بنغالي جاء من تلك البلاد البعيدة ليلقى حتفه للأسف في العراق .وكان من جرحى العمال حليم ودعدوش كما خلف التفجير الاعمى العشرات من الجرحى من بينهم الفنانون باسل شبيب وجميل النفس وعقيل الزيدي . تعود ملكية المقهى لأبي زهراء، الشقيق الاكبر لأبي حالوب .
المقهى اتخذ من ناصية احد الشوارع الصغيرة في «ارخيتة» مقرا له ولشعبية المقهى وبساطته وللعلاقة الطيبة التي تربط (ابو زهراء) بزبائنه، للسحر الذي لا احد يعرف كنهه، اتخذ الفنانون من مقهى (ابو زهراء) ملتقى لهم، يلتقون فيه كل مساء يتسامرون ويناقشون اهم الاحداث الفنية من سينما ومسرح ويتناولون بالنقد آخر الاصدارات واهم المشاريع المقبلة، وأحيانا تجري اتفاقات لانجاز اعمال فنية سمعية او بصرية وفي احيان كثيرة يتخذ الفنانون من المقهى موعداً للتجمع من اجل الذهاب سوية الى المسرح الوطني لمشاهدة عرض مسرحي وغالبا ما يعود الجميع ،بعد انتهاء العرض، لنفس المكان لمناقشة ما شاهدوه.
في احدى المرات التقيت فريقا فنيا فرنسيا انجز فلما وثائقيا عن بغداد وكان مبهورا ببساطة المقهى . وفهمت منهم بان الوفود الفنية التي تصل بغداد لا بد لها من التوجه الى ارخيته لشرب الشاي من يد ابي زهراء.
ما قلل من خسائر التفجير، انه حدث في ساعة متأخرة قياسا بالوقت الذي يتواجد فيه الفنانون . وروى لي الفنان باسل شبيب، احد ضحايا التفجير، ان الارهابي الذي فجر نفسه قد تعثر بمجرد دخوله للمقهى مما ادى الى ارتباكه وخوفا من ان يكتشف أمره فجر نفسه في مدخل المقهى .
سنعيد ترميم المقهى، ونعيد ذات المشهد الانساني بتواجد الفنانين ومريديهم من الشباب الذين يتحلقون حولهم. سوف لن يخيفنا الارهاب. سنقف شيعة وسنة ، وأكراد وعرب وكل الملل والطوائف والمكونات يداً واحدة في المسرح وفي السينما وفي التشكيل. سيذهب الارهاب ومن يهيئ له الحواضن الى مزبلة التاريخ وستخلد اسماء الشهداء ابد الدهر في ذاكرة الناس والوطن .
وسنطلب من ابي زهراء وضع زير ماء بارد للسابلة ترحما لروح ابو حالوب وبقية الشهداء وسنخط على الزير بحروف من ذهب الكلمات التالية :
اشرب ماء وألعن داعش والإرهاب.