المنبرالحر

القاتل ...اوربا / حازم كويي

ليس سهلاً الدخول الى اوربا وخاصة عبر البحر، هذا الذي يبتلع الناس بلا رحمة، أولئك الذين يبحثون عن فرص العمل المفقودة في بلدانهم، هرباً من الفقر والمجاعة والحروب ومن اجل حياة آمنه مستقرة، فقد بلغ عدد الذين لقوا حتفهم غرقاً بين عام 1988 وحتى 2013 بحدود 19144شخصاً.
ويعتقد الخبراء في هذا المجال ان العدد الفعلي هو ثلاثة اضعاف مما هو مصرح به رسمياً، فقط عام 2012 هرب او ترك اكثر من 7 ملايين مواطن بلدانهم، منهم 355 الف شخص طلبوا فيها اللجوء في 38 دولة اوربية، والتي بلغ حجم العاطلين فيها مجتمعة عام 2012 بحدود 11 مليون انسان، و تضاعف العدد الى 26 مليوناً، حسب الاحصائيات التي توفرت هذا العام.
لتوانيا، ليتلاند ورومانيا فقدت في السنوات العشر الاخيرة بحدود 13%من مجموع سكانها، الذين هاجروا طلباً للعمل والذي ترك آثاراً واضحة على الوضع الاقتصادي كون اكثر المهاجرين من اصحاب الكفاءات .
في اسبانيا، الوضع يزداد سوءاً وحسب المصادر الموثوقة المختصة بشؤون العقار، فقد ترك الناس مابين الفترة 2008 وحتى 2012 حوالي 365 الف شقة نتيجة البطالة المتواصلة وغلاء الايجارات، في مقابل ذلك توجد في هذا البلد شقق فارغة تقدر بحدود 4 ملايين شقة.
وازداد عدد الالمان الذين لا سكن لهم، حيث قُدر عام 2008 بحدود 230 الف مواطن، تصاعد الى 290 ألف عام 2012.
اما اجراءات الحكومة اليونانية التقشفية الصارمة في مجال التأمين الصحي فقد اصابت حوالي 800 الف مواطن يوناني، والذين فقدوا دعم الدولة لهم برعاية صحية مناسبة.
معدلات الانتحار ارتفعت هناك بين عامي 2007 و2011 الى حوالي 45%، فحالات الكآبه الشديدة ازدادت بحوالي الضعف.
وكذا الامر فحالات موت الاطفال الرضع ولنفس الفترة قد وصلت الى حدود 43%.
تعتبر دولة ايسلندة، الوحيدة، التي فشلت فيها محاولات فرض إملاءات صندوق النقد الدولي لاقناع الحكومة برفع الدعم عن المواطنين في المجالين الصحي والاجتماعي .
فقد استطاعت الحكومة الايسلندية ورغم الازمة التي تعاني منها بالحفاظ على ذلك ومواصلة الدعم في تلك المجالات، واعتبرت منظمة الامم المتحدة ان ايسلندة وحسب احصائياتها من الدول العشر المحظوظة في هذا المجال.