المنبرالحر

رسالة مفتوحة الى اعضاء اللجنة التفاوضية بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية/ د. مؤيد عبد الستار

السادة اعضاء اللجنة التفاوضية لاقليم كردستان المحترمون
تحية طيبة
تناقلت وسائل الاعلام القرار الذي اصدره السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان المرقم 3 لسنة 2014 والذي شكل بموجبه لجنتكم ، من ممثلي الاحزاب الكردستانية ، للتفاوض مع القوى السياسية ببغداد
حول تشكيل الحكومة والقضايا الخلافية مثل قضية تصدير النفط وحصة الاقليم من الموازنة وغير ذلك من الامور العالقة بين المركز والاقليم والتي لم يستطع الطرفان ايجاد الحلول العملية لها من خلال الدستور او مجلس النواب او المحكمة الاتحادية .
نرحب بهذا القرار الحكيم وتشكيل لجنتكم لمعرفتنا بدوركم الفعال في الحياة السياسية العراقية والكردستانية، ولما تتمتعون به من صلاحيات قد تساعد في حل الازمات المستعصية بين الاطراف المختلفة على الاسس السياسية والقانونية التي يتحتم ايجاد طرق الاتفاق عليها والوصول الى حلول يسيرة لها .
ورغم اني لا امثل حزبا او كتلة سياسية الا اني استطيع ان ازعم اني امثل شريحة من المواطنين الذين يهمهم استقرار العراق بشكل عام واستقرار كردستان بشكل خاص وعدم تعريض التجربة العراقية الحديثة بعد زوال نظام صدام الى اية مخاطر قد تؤدي بالتجربة الفتية الى زوال مثلما تعرضت التجربة الفتية لثورة الرابع عشر من تموز الى الانهيار الذي ادى بدوره الى خسارة الكرد وكردستان جميع المكتسبات التي اتت بها ثورة الرابع عشر من تموز ولم تكن قليلة ، باعتراف السيد مسعود البرزاني .
اليوم وبمناسبة قرار السيد مسعود البرزاني تشكيل لجنتكم التي ستتفاوض مع بغداد ، ستتحملون نتائج مرحلة حرجة يمر بها العراق وكردستان ، واصبح مصير كردستان في رقابكم، فان نجحتم في تجنيب العراق وكردستان النزاع الدامي ، ستحصلون على وسام الفوز ، اما اذا اخفقتم وهو ما لا نتمناه ، فانكم ستجعلون شعبنا بعربه وكرده يدفع اضعاف الدماء التي خسرها بعد انهيار ثورة الرابع عشر من تموز .
نحن الكرد الفيليين نعرف ما جرى لنا اثر انهيار ثورة الرابع عشر من تموز، وكيف استباح الحرس اللاقومي بيوتنا وانتهك حرماتها واستولى على ثرواتنا، وفيما بعد انتقم منا في التهجير والتسفير القسري وتغييب الالاف من شبابنا الذين استشهدوا بالتجارب الكيمياوية والبايلوجية ، وقضى اهلنا اعمارهم في المنافي ، ومازال معظمهم مشردا في معسكرات ايران ، ودول العالم .
ان التاريخ سيكون شاهدا على ما تقومون به من افعال وما تنجزوه من اعمال ، لذلك وصيتنا لكم ان تضعوا الحق نصب اعينكم ، ومصلحة شعبنا العراقي بعربه وكرده وتركمانه ، امام انظاركم .
ونأمل ان تأخذوا بالملاحظات التالية :
اولا / ان الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه لا يرغب بالحروب التي عاثت في البلاد فسادا، فالحرب التي اشعلها الطاغية صدام مع ايران والغزو الذي نفذه على الكويت، اصبح سبة وعارا على النظام لما اصاب شعبنا من كوارث بسببه ، على الصعد الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية ، لذلك نتمنى عليكم تجنب وضع بلدنا وشعبنا في مواجهة عسكرية جديدة ، فلا طاقة لشعبنا على مزيد من المآسي والحروب والنكبات .
ثانيا / بصفتكم وفدا مفاوضا مع حكومة الدولة الاتحادية / المركز، نتمنى ان تفتحوا صفحة جديدة في العلاقات، وتتناولوا مع الحكومة قضايا تساعد على رأب الصدع في العلاقات الاخوية بين العرب والكرد والتركمان، والبحث عن القواسم المشتركة التي تساعد على تحقيق الرفاه لشعبنا بكافة مكوناته ، وعلى الاخص ايجاد سبل حديثة لتطوير اقتصاد البلاد من خلال السياحة والزراعة والتجارة .
ثالثا / لو دققنا في الوفود الشهيرة المفاوضة لوجدنا اقرب وفد مفاوض دخل اصعب مفاوضات في منطقة الشرق الاوسط ، هو الوفد الفلسطيني الذي دخل في مفاوضات مع اسرائيل ، فبالرغم من ضعف الوفد الفلسطيني وعدم وجود موطئ قدم له في بلاده فلسطين الا انه استطاع انتزاع مكاسب هامة من اسرائيل، اولها واعظمها الاعتراف الاسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ، لذلك من الاولى لوفد كردستان المفاوض الذي سيجلس مع رفاق واصدقاء وحلفاء من القوى السياسية العراقية التي كانت على الدوام الى جانب الكرد ، سواء في النضال السياسي اليومي، او في الفقه الذي افتت مرجعياته بحرمة قتال الكرد في احلك الظروف ، مما يسهل مهمة التفاهم مع المفاوضين والتوصل الى حلول وسط مقبولة من جميع الاطراف .
رابعا / اي نجاح في المفاوضات ، مقابل القبول بالحلول الوسط ، هو فوز للطرفين ، فتجنب النزاع ، والتوصل الى اتفاق هو نجاح كبير ، رغم اية خسارة تبدو في الوقت الحاضر كبيرة ، فلا الاموال ، ولا الميزانية ، ولا موارد النفط ، هي الاساس، وانما الاساس نشر السلم والسلام والامن والامان بين ربوع البلاد وبين ابناء شعبنا .
في الختام نتمنى لوفدكم النجاح ونتمنى على القوى السياسية في بغداد والعراق عموما وكردستان خصوصا ان تساندكم وتعمل على انجاح مساعيكم الخيرة ونأمل ان تتحلوا بالصبر وطول النفس وعدم الانجرار لما يريده الاعداء من سوء لشعبنا ووطننا .
نشد على اياديكم وسنكون الى جانبكم دوما فيما ستختاروه من قرارات تصب في صالح شعبنا وامتنا .
د. مؤيد عبد الستار
رئيس الهيئة التنفيذية
للبرلمان الكردي الفيلي العراقي