المنبرالحر

شراسة وعدوانية غير مقبولة! / منعم جابر

تعرضت الرياضة العراقية إلى عملية شرسة وعدوانية غير مقبولة بكل الأعراف والقوانين، إذ أقدمت قوات حفظ الملاعب وصيانة النظام فيها بالاعتداء على مدرب وإدارة ولاعبي نادي كربلاء الرياضي، مما تسبب في كسور في جمجمة المدرب الكابتن محمد عباس الهولندي الجنسية، والعائد إلى مدينة كربلاء لقيادة فريقها الكروي، مدرباً متطوعاً وعراقياً كريماً وكربلائياً أصيلا! فضلا عن إصابات وجروح بليغة تعرض لها بعض أبناء النادي. لقد عكست الأعمال العدوانية لقوات حفظ النظام نزعة عدوانية شرسة لا تقيم للقوانين أي اعتبار، ولا تخدم حقوق الإنسان ?ل أنها مارست سلوكاً عدوانياً وساديّــاً، عكست وحشية وانحراف وعدم التزام واضحة ضد كل العاملين في القطاع الرياضي. رغم أن الواقع يشير إلى: أن المباراة بين ناديي كربلاء والجوية قد انتهت بسلام، ولا يحصل خلالها أو بعد انتهائها ما يشير إلى أزمة أو مشكلة أو حوادث شغب، إلا أن القائمين على حفظ النظام في ملعب كربلاء اخلوا هم بالنظام واعتدوا بالضرب والوحشية على لاعبي كربلاء وإدارتهم، هجموا على مدربهم ليهشموا رأسه بقساوة، لم يسبق لملاعب الرياضة العراقية أن تشهد مثيلها! إننا في الإعلام الرياضي لا نقبل للبعض أن يعتدي أو ?سيء لقيم المواطنة وحقوق الإنسان وقدسية الملاعب، ولا أن يدنسها بأساليب العصور الدكتاتورية، ويفرض قوانين العنف والشمولية والاضطهاد، بدلاً من قوانين الحرية والتعددية والديمقراطية، إن حماية الملاعب وفرض النظام فيها، هو سلوك حضاري وإنساني جميل يعكس ثقافة الحب والتسامح، واحترام الرأي والرأي الآخر. إن المطلوب اليوم ظهور هكذا قوات بشكل يعكس فيها وطنية ومبادئ سامية، الأمر الذي يتطلب وضع دراسة لتقديم التجربة الماضية، وإقامة واقع جديد قائم على أساس إبعاد المظاهر العسكرية وكل أشكال التسلح من الملاعب الرياضية، لان قيم ?لرياضة لا تقبل العدوان والمعتدين..
تحية للعراقي الشهم، الكابتن عباس حياً أم ميتاً، فقد قدم لوطنه ورياضته إنموذجاً مثالياً، بعد تركه منفاه طوعياً، وجاء لخدمة مدينته ورياضتها متطوعاً. والجهات الحكومية مطالبة بمحاسبة المسيئين والمستهزئين بحقوق الإنسان. لان الإنسان هو أثمن رأس مال ولو كره الطغاة..