المنبرالحر

نهاية العراق ... كما يخطط لهُ سايكس – داعش / عبد الجبارنوري

غلاف مجلة " التايم " الامريكية بتاريخ 25-6-2014 خرجت على العالم المتمدن والمتحضر وبكل وقاحة وتحدي ودون انّ يعيروا الى دولة مستقلّة معترف بها من عصبة الأمم 1920 والأمم المتحدة 1945 والمؤتمرات والمنظمات الدولية ولها وزنها الدبلوماسي الدولي وحضورها في التلاحم الاممي {عبارة عن خارطة محترقة للعراق } توحي الى المتلقي هذا نهاية العراق. وهي تعني بالتاكيد الى رسم خارطةٍ جديدة للشرق الاوسط العربي مغايرة لسايكس- بيكو يختفي فيها العراق وسوريا وبهذا يكون فيهِ تغيير زمن 1916 الى زمن الالفيّة الثانية ، وذلك لانّ الحرب العالمية الاولى كان لفرنسا وبريطانيا دور كبير في تمزيق الامبراطورية العثمانية، وكانت اطماعهم تشير الى ارض تطفو على بحرٍ من النفط. وبعد الحرب العالمية الثانية دخلت الولايات المتحدة على الخط الاستعماري الطفيلي ومع حليفتها اللوبي الصهيوني الاسرائيلي – وهما حيتان العصر الحديث - واحتلتْ العراق في 2003. واستعملتْ امريكا القاعدةَ الارهابية جناحا عسكريا لها في ضرب الحركات التحررية في العالم كما حدثَ في افغانستان بحجة مكافحة الشيوعيّة، وهي اليوم الحليفة الودودة للسعودية راعية الارهاب لانّها تنتج عشرة ملايين برميل نفط في اليوم. وتقف اليوم موقف المتفرج على الوضع الخطير في العراق وهو يتعرض لهجمة شرسةٍ وخطيرةٍ جدا لتعرضهِ لموجة جراد ارهابية داعشية احتلت الموصل وتكريت واجزاء من الانبار وهي مسنودة ماديا ولوجستيا من السعودية وقطر وتركيا وال سي- اي – اي ، بالوقت الذي توجد" اتفاقية استراتيجية" بين العراق والولايات المتحدة الامريكية المفروض انْ تعجل في الايفاء بتنفيذ بندها الخاص عندما تتعرض سيادة العراق الى خطر يهدد النظام الديمقراطي. ولكن تباطؤ اوباما وضبابية اجوبتهِ والتريث ليس بصالح العراق لانّ العدو يسيطر ويتمدد يوما بعد يوم ، لانّ في ملفات امريكا مشروعا قديما في تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم (كردستاني وسنه ستاني وشيعه ستاني) وعرابها "جوزيف بايدن". وطرحت الفكرة على مجلس الشيوخ بتاريخ 26- ايلول2007 وحصلت على 75 صوت مقابل 23 صوت معارض. ويؤكد مجلس الشيوخ والكونكرس بأنّ المشروعَ خيارُ ملحٌ وضروريٌ لاحتواء ازمات السياسيين العراقيين. وانا اعتقد التباطؤ الامريكي في تنفيذ الاتفاقيّة للضغط على اصحاب القرار السياسي في تمرير تنفيذ مشروع التقسيم السيء الصيت بعد احداث الموصل 9-6-2014. وبما انّ اعداء العراق كثيرون من الداخل والخارج ومرورعشرة سنوات على فشل الحكومات المركزية (حكومات الازمات) مما اضعفتْ الجهد الامني واستسلام المجتمعي العراقي لليأس والتشرذم والتشظي مما جعلتْ قوى الشر والظلام انْ تخطف مدينة الموصل وتكريت وبعض اجزاء من الانبار بسبب مؤامرة او خيانة ووجود حاضنة في المناطق المحتلة، والدور اللوجستي والعسكري من السعودية الراعية للارهاب بشهادة السناتور الامريكي الجمهوري (جون مكين) في تصريحٍ لهُ يوم 16-6-2014 حين قال بالحرف الواحد: انّ السعودية تدعمْ الارهاب في العراق !!!. وللحقيقة والتاريخ ثبت انّ لامريكا والمخابرات المركزية دور بارز في اشعال الفتنة في المناطق الساخنة في العالم. ولهذهِ المعطيات السياسية استنتج بان داعش والمتحالفين معها لم تقدم على هذهِ المغامرة وتحتل جزء مهم من العراق وتسقط سيادتهُ وامنهُ وهيبتهُ اذا لم تأخذ (الضوء الاخضر من امريكا) في هذا العمل العدواني. وهذا ما يذكرنا بانقلاب شباط الاسود حين قال زعيم الانقلابيين علي صالح السعدي: " باننا جئنا بقطار امريكي !!! اما محتلوا الموصل ايضا جاؤوا بقطار امريكي ولكن التزود بالوقود في الموصل لينطلقوا بعدها الى باقي اجزاء العراق. ومرارا كنتُ احذر في مقالاتي السابقة من الخطر القادم، ونحن جميعا عربا وكردا وشيعة وسنّة في تايتانيك العراق الآيل للغرق - وننتهي الى المجهول كأمّة وحضارة ووجود -. ولا يزال هناك أمل لأنّ شعوبا قبلنا مرتْ بنفس المحن وانتصرتْ باتحادها ووضعها {الوطن } نصب العين، وتناستْ الخلافات ولو مؤقتا. واني متفائل بأنها غيمة صيف حزيرانية سرعان ما تزول -- لانّ العراق رقم صعب دُحر الغزاة والطامعين فيه عبر التاريخ --.