المنبرالحر

الطائفية المقيتة والقومية الشوفينية وما سببته وتسببه من اذى / حيدر سعيد

 الطائفية المقيتة والقومية الشوفينية نهجان عدوانيان للديمقراطية والوحدة الوطنية ، استخدما دائماً من قبل اعداء شعبنا العراقي في الخارج والداخل ، لبث الفرقة بين ابناء الشعب من عربه وكرده وبقية اقلياته ، مستخدمين السياسة القديمة الجديدة ( فرق تسد ). استخدمهاالنظام الساقط، بشكل مزدوج شوفيني ضد شعبنا الكردي، وطائفي ضد شعبنا في بقية مناطق وطننا، توجها بدكتاتورية فاشية عمت جرائمها العراق من الشمال الى الجنوب، ختمت مسيرتها الفاشية القومية الشوفينية، بالمقابر الجماعية، التي ضمت العربي والكردي والشيعي بجانب السني والمسيحي والصابئي واليزيدي، ولم تسلم منها حتى باسقات نخيل العراق، حيث قطعت رؤوسها، انتقاماً من وقوفها، ومع  ذلك لم تنحن امام رياح الفاشية.  ومع الاسف الشديد بعد سقوط الدكتانورية وبدل ان تتبنى الكتل المتنفذة في ادارة الحكومة والدولة، مشروعاً مدنياً ديمقراطياً ينهي النهج الطائفي القومي الشوفيني ، ادخلت الشعب العراقي، في نظام المحاصصة الطائفي القومي ، ليدخل الوطن في نفق مظلم  تراجعت فيه الهوية الوطنية الى الخلف، لتتقدم عليها الهويات الفرعية ، وفي مقدمتها الطائفية المقيتة والقومية الشوفينية. وبدأ اصحاب هذا التوجه بما مرسوم له من اهداف، في احداث التفرقة والفتنة والشقاق بين ابناء الوطن الواحد، الذين خرجوا تواً من نظام فاشي قمعي شوفيني.

ان الاصوات الطائفية والقومية الشوفينية وجدت في نظام المحاصصة ضالتها، والفضاء الرحب الذي تنفذ مآربها وغاياتها من خلاله. لذلك فالتوجه نحو المشروع المدني الديمقراطي هو العلاج للازمات التي يمر بها الوطن، وهو الرافعة الحقيقية لهيبة الدولة، التي يشعر بها المواطن العراقي بعراقيته، متساوياً بالحقوق والواجبات دون تمييز. اما بدون ذلك فان الاصوات الطائفية والقومية الشوفينية ستتعالى ، مسنودة من نهج المحاصصة وكتله، التي ظلت في صراع طائفي قومي دائم، اساسه تغليب المصلحة الشخصية على مصالح الوطن والمواطن، الذي بقي يشعر بغربة في بلده الذي احب.

فعلى كل المخلصين من العرب والكرد والاقليات، انصار وحدة العراق وحقوق المواطنين عربا وكردا، التي امتزجت دماء مناضليهم في مقارعة الاستبداد، وعلى صخرة اخوتهم العربية الكردية تحطمت كل مؤامرات الاعداء، عليهم ان يرتقُ بتفكيرهم الى مايمر به الوطن من مخاطر، ويقفوا صفاً واحدا لايقاف هذا الخطر، لان التأريخ سوف لن يغفر للذين فرطوا بالوحدة الوطنية والديمقراطية والعملية السياسية.

اما من تسبب في هذا الوضع المأساوي، فهم كل المتنفذين عرباً كانوا ام كرداً، شيعة ام سنة، هم جميعاً مسؤولون عما لحق بالوطن وشعبه، ولن يستطع احد ان يتنصل عن المسؤولية. فشعبنا الذي خرج بالانتخابات، ناشداً التغيير والاصلاح، واعلان الطلاق مع نظام المحاصصة، كان يعني ضمنياً الحكومة والبرلمان المتنفذون واصحاب القرار نتاج المحاصصة.

 يعرف من هم المسؤولين عن الكوارث والازمات، ويخطىء من يعتقد انه بعيد عن المسؤولية، فكلهم يقفون امام الشعب العراقي في سلة واحدة.

 شعبنا يقف اليوم  بكل قواه الوطنية الديمقراطية من داعش واعداء الوطن بكل الوانهم صفا واحدا، يدفعهم في ذلك حب الوطن والدفاع عنه بغض النظر عما يكتنزوه من مآخذ على اداء الحكومة والبرلمان ونظام المحاصصة.

ولسان حالهم يقول :

من تهب نسمات عذبة من الشمال

                      على اطراف الهور تتفتح كلوب

ولوعزف على الناي راعي من الشمال

                        على الربابة يجاوبه راعي الجنوب

هذه الاخوة الصلدة التي عمدتها الدماء الزكية لن تفل من عضدها الظروف مهما صعبت وتعقدت، فقد تهتز المواقف احياناً لكنها تعود للتوازن حيث مواقفها الحقيقية المناضلة.