المنبرالحر

قبل الموصل.. بعد الموصل!؟ / ئاشتي

يتفردُ في روحك هاجس الشك أنت الممعن بالشك حد العطش لليقين، وتأخذك موجة من التندر بما يجري حولك وكأنك تستعيد سنوات عمرك لحظة بلحظة، تلك السنوات التي نذرتها بقناعة للوطن دون أن تُحملَ الوطن وزر انقضاءها، لاسيما وقد تجسدت في روحك مقولة العم ماركس (السعادة في النضال والتعاسة في الخنوع)، لهذا أراك تدخل في دائرة الشك بقناعة تامة عندما لا ترى أجوبة لأسئلة يطرحها الأطفال قبل أن يطرحها ربابنة السياسة عندنا، ما الذي يجري؟ وكيف صار؟ ومنْ المسؤول عن كل هذا؟ وكيف سيكون المصير؟ الأسئلة تستهلك وبتكرار ممل جميع أدوات الاستفهام ولكن الأجوبة فارغة من جميع أرصدتها، ليس لأنها باتت عقيمة بفعل حكمة وحنكة حكامنا، لا بل لأنها اعتذرت أن تكون بوقا مثقوبا لتبريرات حكامنا لما تجري من مأساة على هذا الوطن الذي ابتلى بحكامه أكثر مما ابتلى بمن جاء من خارجه، لأن حال حكامنا لا يختلف كثيرا عن حال ذاك الذي( صخم وجهه وصار حداد) فهو لا يجيد صنع السيوف ولا الفؤوس ولا أداوت الحراثة ولكنه أصر أن يكون هو الحداد حتى يثبت للعالم اجمع من أن صناعة السياسة لا تختلف عن صنع السيوف، لأن كير السياسة هو نفسه كير صنع السيوف، المهم في الأمر أن تشعل النار وتطرق الحديد حين يلين كي تصنع سيفا، ولكنه نسي من أن طرق القرار السياسي يحتاج إلى نار هادئة وربما ماء بارد كي يكون قرارا ناجعا لمشكلة ما.
يتفردُ في روحك هاجس الشك أنت الممعن بالشك حد اليقين، رغم الشكر الجزيل لحكمانا لأنهم أعادونا إلى فترة ما كنا نحلم برؤيتها، فقد أعادونا إلى ما قبل عشرينات القرن المنصرم نحن أبناء الخمسينات، فهذه العودة جعلتنا نرى بأم العين كيف يكون الوطن حين ينعدم وجود الدولة، وكيف تستقيم فيه قيم الوطنية وهو مستباح في أكثر من جزء فيه، ثمة شئ أخر نشكر فيه حكامنا، فقد أضافوا فاصلة تاريخية مهمة للأجيال القادمة، اسمها قبل الموصل ..بعد الموصل، حتى لا ينطفئ ذكرى الاجيال لهم فقد كانت قبل الموصل هناك شبح دولة أما بعد الموصل فقد انهار هذا الشبح.
يتفردُ في روحك هاجس الشك وتعرف جيدا أنها قد هـَزُلت او مثلما يقول الشاعر العراقي مظفر النواب من أنها (غدت جنهه اتداوه بظرگة اللگلگ)
(صفت يبني اللي جاتل حگ إله
وأحنه بحلگنه الدم وما مش حگ
صفت چنهه أتداوه بضرگة اللگلگ)