المنبرالحر

لماذا الدعوة لمؤتمر وطني لدحر الارهاب الان؟ / جبار موسى ال يحيى

ليس غريبا او مستغرباً من الحزب الشيوعي العراقي ان يدعو الى عقد مؤتمر وطني لدحر الارهاب.. ففي كل الازمات والمنعطفات التي مرت على البلاد وهددت العملية السياسية. كان موقفه واضحاً وجلياً يعلنه من خلال الاجتماعات الخاصة والعادية ومؤتمراته وأدبياته المتنوعة وتصريحات وحوارات قادته في كل وسائل الاعلام. انه يدعو القوى الوطنية المؤمنة بالمسيرة الديمقراطية والتي لم تتلوث اياديها بالفساد والارهاب اللقاء العاجل لتشخيص الخلل والعيوب وتصحيح المسار وتقويم الاعوجاج في هذه العملية منذ التغيير.
لحد الان وطيلة عمره المديد وهو يقف بثبات وايمان مطلق مع حاجات الشعب الفقير وتطلعاته وآماله وأحلامه. وهو المدافع الحقيقي، كما اثبتت الايام والسنون والمحن، عن استقلال البلاد ووحدة اراضيه ومحاربة الفساد والمفسدين بدون هوادة.. لذلك لم نستغرب موقفه ودعوته في يوم 19/6/2014 لعقد مؤتمر وطني شامل وواسع لدحر الارهاب، يضم جميع القوى العاملة في الساحة والمؤمنة بالعملية الديمقراطية وبدون تهميش او استثناء احد للتشاور والحوار لوقف انحدار بلدنا نحو المجهول، وتظافر الجهود وحشد الامكانيات الحقيقية والنقاش الجدي والمثمر للخروج من هذه الأزمة وتخليص البلاد والعباد من الارهابيين ومن احتضنهم والظرف الخطر الذي يهدد وحدة واستقلال وتاريخ العراق لا يتحمل المماطلة والتسويف والتأجيل لان بلادنا وشعبنا ووجودنا وتاريخنا يتعرض الى هجمة بربرية ظلامية سوداء تحرق اليابس والاخضر ولاتبقي شيئاً.
فما احوجنا الان الى الوحدة الوطنية والتكاتف ونبذ الخلافات الثانوية والفئوية والتسامي على كافة الأمور الصغيرة وتجنب التطاحن الطائفي والمحاصصة المقيتة والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة والتفرد وتهميش الآخرين، فهذه الامور وغيرها يجب ان تكون حاضرة امامنا ومن اولى اولوياتنا الحاضرة في هذا الظرف الخطر الذي يهدد الجميع بكل قومياتهم واديانهم وافكارهم والاتفاق على برنامج وطني وعملي متكامل وواضح وله زمن وسقف واضحين يقره مؤتمر وطني وتشارك فيه كل الاحزاب والقوى السياسية العاملة في الساحة والحريصةعلى استقرار وأمن البلاد والحفاظ على التجربة وتعميق مسارها الديمقراطي وبناء مؤسساتها الراسخة وتأمين الحريات العامة والخاصة والمضي قدماً في اتجاه بناء عراق جديد يتسع للجميع ولما فيه خيرهم ورفاهيتهم وسعادتهم مع تهيئة الارضية الملائمة والصالحة بحزمة من المعالجات والاجراءات السريعة لمعالجة مواطن الخلل التي شابت عملية البناء والتنمية والتطور في جسم العملية السياسية، اقتصادية وخدمية وثقافية وسياسية.
فقد قالت الجماهير قولتها الواضحة واعلنت موقفها المتجسد في رفضها لداعش وجرائمها ودعوة السياسيين للتصدي. وطالبت بتشكيل حكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة الطائفية والاثنية والمناطقية ورسم خطة متكاملة بتدابير عملية تربط التحرك المدني الذي ينبغي تدقيقه وتخليصه من عوامل الترهل والتخلف والفساد. واجراء مراجعة موضوعية لكافة الملفات والفرز الواضح بين المتخاذلين والذين اثبتوا اخلاصهم للوطن والشعب.
فأوضاع وطننا الآن تستدعي التئام المؤتمر الوطني لدحر الارهاب بأسرع وقت ممكن وانبثاق (هيئة استشارية مؤقتة عنه) لتساهم مع الحكومة في دراسة التطورات المتلاحقة التي تجري على الارض. ومعالجة الاوضاع بانواعها علمياً وعقلياً باسناد شعبي متين ومؤثر ودائم للجهد الوطني العام من أجل دحر الارهاب والارهابيين وعدم توسعهم والقضاء على حواضنهم النائمة.
فقد دقت ساعة العمل ولا مكان للغدر بعد الان. فهؤلاء لايريدون الخير للشعب والبلاد بل يريدون اشاعة القتل والتكفير والجاهلية والظلام وارجاعنا الى العصور المظلمة يطبقون اجندتهم على ابناء الموصل المدنية. هذه الاسباب وغيرها تدعونا للاستجابة لدعوة الحزب الشيوعي العراقي لعقد مؤتمر وطني شامل لدحر الارهاب الان وليس غداً. فالتاريخ والشعوب لا ترحم المتخاذلين والفاشلين والفاسدين وان غدا لناظره قريب.