المنبرالحر

فلسطين: العدوان يتواصل..!! / باقر الفضلي

يظل التشويه والتمويه للحقائق، من جملة الأساليب والوسائل التي تستخدمها الدعاية الأمريكية والإسرائيلية، في التنصل من المسؤولية الجنائية عما ترتكبه، دولة إسرائيل العنصرية، في تبرير عدوانها المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، غير آبهة بكل ما سببه ولا يزال هذا العدوان المستمر من خراب وتدمير، وإبادة للإنسانية..!!؟

فمنذ خمسة أيام بلياليها، تغير الطائرات الحربية الإسرائيلية، دون هوادة، على المجمعات السكنية الفلسطينية المزدحمة في القطاع، والقادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون، يدركون سلفاً حجم الدمار والخراب الذي تسببه تلك الهجمات البربرية، ومن تعاظم أعداد الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، بما فيه إستهداف المستشفيات والجمعيات المدنية الخيرية، بما فيها أماكن ذوي الحاجات، وبيوت السكان المدنيين ، وهي جميعها ليست أهدافاً عسكرية في عرف القانون الدولي..!!؟؟؟

والأنكى في كل ذلك، الموقف المنحاز والمشجع لوزارة الخارجية الأمريكية ، الذي يحاول ومن خلال التمويه والتظليل؛ تشويه الموقف الفلسطيني، ورسم صورة مشوهة لما يجري في الواقع، في السعي لذر الرماد في العيون، فها هي السيدة جين اسكي المتحدثة بأسم الخارجية الأمريكية تندفع مؤيدة " حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها " من الهجمات الصاروخية من قبل جماعة حماس " الإرهابية" على حد قولها، وذلك في محاولة منها للقول بأن هناك "فرقًا كبيرًا بين الهجمات الصاروخية التى تشنها منظمة إرهابية فى غزة، وحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها"..!!!!؟(1)

وبالتالي فليس في عرف أمريكا ما يدعى بحق الشعوب في الدفاع عن نفسها أمام العدوان، بنفس القدر الذي تجد فيه، إن من المستساغ لدولة مثل إسرائيل؛ أن تستخدم كل جبروتها العسكري وآلتها المدمرة، وأن توغل في العدوان ضد أي شعب يخضع لإحتلالها، وتسلطها العدواني، طالما حاول مثل ذلك الشعب التحرك، أو حتى التململ بإتجاه يفهم منه ،التعبير عن إرادته في الحرية والتخلص من الإحتلال، فالعدوان هو السبيل الوحيد أمام دولة مثل إسرائيل، وهي تحتبس شعباً كالشعب الفلسطيني الأبي، تحت الإحتلال وإدارة الأبارتهيد، أن تسومه ما يحلو لها من صنوف العذاب، حتى لو إقتضى الأمر الإبادة..!؟

فإسرائيل ليست إلا طليعة الرأسمالية العالمية وصنيعتها في المنطقة، وكل ما يمسها من سوء أو ضرر، حتى إن كان من جنس ردة الفعل على التعدي، أو دفاعاً عن النفس في حدوده المشروعة، ومن قبل شعب يرزح تحت الإحتلال والعدوان المستمر، فإن كل ذلك في عرف الإدارة الأمريكية، يدخل تحت طائلة ما يدعى ب " الإرهاب "، وفقاً لما تسبغه عليه من وصف، بات سلاحاً من خلاله وبواسطته تحقق ما لها من مصالح حيثما تكون، وليس في ذلك من وجه للغرابة، حتى إن جرى ذلك على مستوى الشرعية الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن، فهي وحلفائها من يتحكم بقراراته..!!؟

إن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الفلسطيني، والمدعوم من قبل دولة عضو في مجلس الأمن، هي الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن النظر اليه خارج إطار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم/ 181، الصادر بتأريخ 29 نوفمبر عام/ 1947 ، والمعروف بقرار تقسيم فلسطين، وبذلك يصبح من البدهيات أن تلعب هيأة الأمم المتحدة، ممثلة بالدول أعضائها، دورها الرئيس بموجب ميثاقها الأممي، في إحلال السلم والأمن الدوليين، وذلك بردع ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، لما يشكل إستمراره تهديداً جدياً للأمن والسلم الدوليين، وما يمثله من جريمة ضد الإنسانية، فهو وفي جميع الأحوال، يظل بمثابة عدوان ضد دولة هي دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة، ولها من الحقوق ما لغيرها من الدول الأخرى أعضاء الأمم المتحدة، بما فيها حق اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية ..!(2)