المنبرالحر

فندق الاردن في (بغداد) / ابراهيم الخياط

لم تحضر ولا امرأة واحدة، ولكن بحضور 300 شخصية سياسية ودينية واجتماعية وثقافية وأكاديمية وحتى رياضية (فقد حضره الكابتن عدنان حمد), عقد في العاصمة الاردنية مؤتمر لمناوئي العملية السياسية الديمقراطية في بلادنا, ولكنه مؤتمر حمل علامة اخفاقه معه مسبقا لأنه صَبغ طاولاته بلون طائفي واحد لغاية في نفس (المتعهد).
ورغم النبرة الصاعدة في ادانة المؤتمر والدعوة لقطع العلاقات مع الاردن والحيص بيص الاعلامي فإن الحكومة تتحمل قسطا من المسؤولية في عقد هذا المؤتمر, لان السِفر الخالد يعلمنا أن (عقوق الولد قد يكون بسبب سوء تعامل الوالد), فقد كانت لدينا وزارة للمصالحة الوطنية تم شطبها بعد احتجاجات شباط 2011 المجيدة, لغرض الترشيق فصيّرت مستشارية ولكن بالوجوه نفسها والبناية نفسها والتخصيصات نفسها بل أكثر, والسؤال: لماذا لم تستطع هذه المستشارية بكل هنبلتها أن تحتوي وتستقطب وتعيد ولو نصف المؤتمر المشبوه إياه؟ فكان من المفترض بل من الوجوب ان تكون الخيوط كلها ممتدة مع (الخارجين) وأن نتصالح ونقبل بالآخر من أجل خدمة الوطن وليس من أجل المبايعة, والخارجون هنا لا يشمل داعش والقاعدة وأزلام البعث حصراً.
وأثار الاستغراب ـ أيضا ـ جلوس العلامة عبد الملك السعدي وسط القرقوزات وهذا ما هزّ من هيبته, وهذا مالا نرتضيه لرجل دين وقور, ولكن رجل الدين، أيّ رجل دين, اذا ما اراد لنفسه وللدين المقام المحمود فعليه أن لا يجلس على طاولات الساسة فحتى لو قصد أن يصلح السياسة بدينه فانه سيفسد الدين بالسياسة, لان السياسة مصالح إلا عند المناضلين وما أقلهم, وان الدين مبادئ إلا عند المنافقين وما أكثرهم, وكان يمكن للعلامة السعدي أن ينأى بنفسه الجليلة عن هذه المأدبة الزيتونية.
ويوم الخميس السابع عشر من تموز 2014 أطلت علينا (تايتلات) عجيبة غريبة في صياغاتها من شاشة احدى القنوات الفضائية المنضوية ضمن العملية السياسية الديمقراطية منها: (شيوخ عشائر وفصائل المقاومة والحراك الشعبي وقوى وطنية وإسلامية يدعون في ختام اجتماعهم في العاصمة الاردنية عمان الى مساندة الثورة الشعبية التي تشهدها المحافظات المنتفضة) و(عضو المكتب السياسي للجيش الاسلامي أحمد الدباش: المؤتمر هدفه توحيد الرؤى والأهداف تمهيدا لعقد مؤتمر موسع يضم جميع الاطراف المناهضة) و(عاجل: تدمير مدرج الطيران و8 طائرات متواحدة داخل قاعدة «سبايكر» وتكبيد القوات الحكومية خسائر كبيرة).
ولا أوضح اذا قلت أن هذه القوات الحكومية التي تكبدت خسائر كبيرة هي ذاتها قوات الحكومة التي بعض وزرائها ومسؤوليها ومستشاريها من أهل هذه القناة الفضائية (المسعدة) التي بيتها على الشط وبثها على نظامين.