المنبرالحر

العراق يقترب من تجاوز محنته الراهنة/ عادل كنيهر حافظ

عاش العراق وشعبه فاصلاً زمنياً مؤلماً ، بدءَ منذٌ أن تمكن إتحاد الخونة والعملاء والمخابرات الأجنبية ، من تنفيذ اكبر جريمة بحقه، حالما وأدوا الثورة التي ضحى من أجلها الكثير ، وقتلوا قائدها ، ألذي كان يحب الشعب والشعب يحبهُ ، حيث سالت دماء الأحرار، وتسربلت البلاد بثياب الحزن ، وما برحت تعاني الأمرين وتكاد تختنق في محنتها المركبة ، من أزمات متنوعة ، وعلى مختلف الصعد .

بيدَ أن إرادة الشعوب ، لا يمكن قهرها مهما أزمن الظلم و الضيم فيها ، و هاهوَ الشعب العراقي ، رغم جراحه وآلامه ، يتلمس الطريق للخروج من أزمته المصيرية ، حيث أصبح عنده برلمان جديد ورئيس برلمان ورئيس جمهورية ، وقريباً سيأتي رئيس للحكومة ، ليكلف تشكيل ألكابينة الوزارية ، عموم الحال الذي يؤشر إلى تقارب القوى والعمل سوية ، وبالتالي تتوفر الإرادة في إدارة الدولة ، وتسيير أمور المجتمع ، هذا أولاً على صعيد وحدة قيادته السياسية ، والتي هي أم الأمور .

ثانياً- أثارت أعمال جماعات داعش ، الموغلة في السادية والوحشية والإجرام ، أثارت الحمية في المواطنين ، ودفعتهم للتكاتف والتفكير في الخلاص من تلك العصابات ، خصوصاً بعد الاعتداء على نساء وبناة المناطق التي يحتلونها ، الأمر الذي دعا الناس للمقاومة ، حماية لأرواحم وأعراظهم ، حيث نرى اليوم ، جماعات مسلحة تساند الجيش والقوى الأمنية الأخرى ، وتعتزم بيشمه ركة كوردستان للرد على قوات داعش ، مما يحقق التعاون الأمني والعسكري المنشود ، و يسهل عمل الجيش وقوى الاستخبارات من معرفة حركة مقاتلين داعش وأماكن تجمعهم ، لتوجيه الضربات المفاجئة وخصوصاً القوة الجوية وطيران الجيش ، عموم الحال الذي يكشف عن بدايات الرد الحقيقي على مرتزقة داعش ، ويوحد القواعد الشعبية ، والتي تضغط بدورها على الكتل السياسية للتوحد والعمل المشترك ، في البحث عن صيغ وأساليب لإنقاذ الشعب من المأسي ، وقيادته إلى بر الأمان .

ثالثاً- تدخل قوى لها مصالح في العراق ، لدفع القوى السياسية العراقية المتنفذة في الحكم ، للتوافق على الحلول الممكنة لأزمة البلاد التي باتت تهدد مصير الوطن وأبنائه ، مما يجعل المماطلة والتسويف واللعب على الحبال ، لغرض تحقيق المصالح الحزبية والفئوية الضيقة للكتل السياسية ، أمرٌ يناظر الخيانة الوطنية ، ويتجاوز الإدعاء بالحرص على مصالح البلاد العليا ، لاسيما وان هناك الكثير من الاستحقاقات الدستورية ، والقوانين المعطلة ، التي تنتظر عمل الحكومة والبرلمان ، خصوصاً إقرار ميزانية البلاد .

وعليهِ يتجرأ المرء على القول : أن العراق وشعبه يتحرك باتجاه حلحلة أزماتهِ ، ويعود عن مسار تقسيم الوطن ، ليواصل طريقه موحداً أرضاً وشعباً ، وسينهي بتوحده تواجد عصابات داعش ، ويطمئن مخاوف إقليم كردستان ، في حل المشاكل العالقة بينه وبين المركز . ويرضي أهل المناطق الغربية , ويشعرهم بعدم التهميش .