المنبرالحر

لتتوحد الجهود درءاً للكارثة !/ عبد الرزاق الصافي

الكارثة المحتملة التي ينبغي التصدي لها هي الفتنة الطائفية . الفتنة التي استطاع الشعب العراقي الذي ابتلي بها في اعوام 2006 و 2007 ان يحبطها بجهود المخلصين من ابنائه . وكان من المؤمل ان يزول شبحها، وان يمنع هذا الشبح من ان يخيم على الوضع من جديد ويقلق ابناء الشعب وكل الحريصين على بناء العراق الديمقراطي التعددي الدستوري الموحّد.
غير ان واقع الحال،مع الاسف، يشير الى ان هذا الشبح البغيض مازال يتربص بالوضع الحالي في العراق ويثير القلق المبرر ،ويتطلب الوعي بخطورة ما يجري ، وما يخطط له اعداء الشعب العراقي اعداء الديمقراطية اعداء العراق،من ايتام العهد الدكتاتوري المنهار وانصار القاعدة الذين حاولوا ويحاولون استغلال الوضع الذي نشأ بعد التحرك الجماهيري في الانبار والذي امتد ليشمل خمس محافظات اخرى وحمل شعارات ومطالب مشروعة في غالبيتها ، ليندسوا في صفوف المعتصمين وليرفعوا شعاراتهم وعلم النظام السابق وراية القاعدة السوداء ، وليطالبوا بإلغاء ا?دستور والعملية السياسية كلها والعودة بالبلاد الى عهد المقابر الجماعية والدكتاتورية البغيضة .
وقد جرى التصدي لهؤلاء الذين ارادوا الانحراف بالتحرك الجماهيري ومنعهم من ركوب الموجة وتخريب البلد. ولذا لجأوا الى اعمال الارهاب والسيارات المفخخة والمسعورين الذين يفجرون انفسهم في تجمعات ابناء الشعب وزرع العبوات الناسفة وغيرها من الاعمال الدنيئة التي اودت بحياة المئات من ابناء الشعب الابرياء واضعافهم من الجرحى والمصابين . فقد ذكرت بعثة الامم المتحدة في العراق ان شهر نيسان المنصرم كان الاكثر دموية منذ شهر حزيران 2008 حتى اليوم، وان 2345 عراقياً سقطوا فيه بين قتيل وجريح . وكانت بغداد في مقدمة المحافظات بعد? الضحايا.
وتشير الاحصائيات التي اوردتها وكالة فرانس برس الى ان عدد القتلى حتى يوم 18 من هذا الشهر بلغ نحو 260 مواطناً يضاف اليهم العشرات إن لم يكن المئات قتلى وجرحى حتى يوم ظهور هذا المقال. ويكفي ان نورد مثالاً واحدا هو ضحايا مسجد سارية وسط مدينة بعقوبة حيث استشهد 44 مواطناً وجرح 85 آخرين، حالة عشرين منهم خطرة، وبين الضحايا سبعة اطفال.
الامر الذي حمل السيد كوبلر ممثل الامين العام للامم في العراق الى التحذير من ان البلاد مهددة بالانزلاق الى الوراء، نحو وضع مجهول وخطير مالم يتحرك الساسة العراقيون لعمل شيء يمنع ذلك .
ان الشعور بالمسؤولية الوطنية وضرورة تجنيب الشعب المزيد من الضحايا والويلات يتطلب من الساسة العراقيين ، وفي مقدمتهم من بيدهم الامور في رئاسة الوزراء ومجلس النواب ورؤساء الكتل النيابية والمسؤولين الكبار في اجهزة الامن ، الى الالتقاء والبحث الجاد عن السبل التي تخفف التوتر السائد الآن وتعبئة الجهود لإحباط خطط القوى المعادية ومنع الانزلاق الى الكارثة التي لن يكون فيها رابح ، لأن الكل سيكونون خاسرين . وستكون الخسارة الاكبر من نصيب الالوف من ابناء الشعب البسطاء الابرياء شهداء وجرحى ،فضلاً عما سيصيب البلاد من الخ?اب والدمار. فهل يعي المسؤولون هذه المسؤولية ؟ وهل يعملون من اجل توحيد الجهود لدرء الكارثة المحتملة؟