المنبرالحر

الا يستحق الشهيد ماجد محمد امين تكريماً! / حامد رزاق سلوم

40كم المسافة التي تربط مدينة الصويرة- الزبيدية وانا سائراً بسيارتي الخاصة وعلى مقربة منها شاءت الصدفة ان تتعطل السيارة بسبب رداءة البنزين. توقفت لاصلاحها وخلال وقوفي تذكرت شيئاً مؤلماً تعمدت النظر اليه وهو مكان واقعة استشهاد العقيد الركن والحقوقي ماجد محمد أمين الامامي.. والمكان معلوم لدى عامة الناس والشهيد مثلا اعلى بحمل المبادئ السامية والوطنية والمهنية العالية والتضحية التي أجاد فيها وتلك يتحلى بها عندما كان مدنياً في أحضان أهله وعسكرياً بين أقرانه ومهنياً عندما كلف ان يكون المدعي العام في اول محكمة بعد ثورة 14 تموز 1958 وتأسيس الجمهورية، متميزاً في مكانته الاجتماعية وسط الناس جعلت منه أن يكون معروفاً وذا وجاهة في واسط والنعمانية على وجه التحديد لأنها مسقط رأسه وانحداره من العائلة الامامية العلوية، كذلك ثقة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وزملائه في محكمة الشعب وعلى رأسها العقيد المهداوي.. في أواخر شباط الأسود عام 1963 تم استشهاده وفي الثامن منه انقلب الفاشيون بمؤازرة الرجعية والقوى الاستعمارية، وفيه اعتقل قادة الثورة وكوادرها اضطر الشهيد، التخفي والتحرك بحذر من بغداد باتجاه بساتين الحاج خلف جنوب الصويرة، ويقال له معرفة مسبقة بأحد بيوتات المنطقة بقي فيها لعدة ايام هدفه الذهاب الى ريف الشوملي في بابل الملاصق لحدود واسط حيث تقطن عشيرة البوسلطان وهم اخواله ويرى فيهم اكثر اماناً وعندما احس الشهيد بالخطورة بعد أمتداد قطعان الحرس اللاقومي من بعض افراد العشائر القريبة من مكان اختفائه. قرر الذهاب بإتجاه الشارع العام الترابي الذي يربط صويرة- زبيدية وبالمسافة المذكورة اعلاه مرتدياً الملابس العربية (عباءة وعقال) منتظراً سيارة باتجاه الزبيدية تقله الى المكان الذي يرغب النزول فيه.
وانا لا ارغب ان ادخل بتفاصيل قصة استشهاده وهي معروفة لدى عامة الناس حيث تجمعت قطعان الحرس اللاقومي من مقرها في الزبيدية واتجهت الى مكان وجود الشهيد وهو على مقربة منها، كذلك امروا باستدعاء العشائر المسلحة بحجة انه قاطع طريق وبعد اتضاح الحقيقة انسحبت بعض منهم بل حاول أحدهم تهريبه ولكن لم يتمكن بسبب كثرة قوات قطعان الحرس المذكورة واحاطته من كل جانب. أستشهد وحيداً لا ناصر له وكان شجاعاً في مواجهة اعدائه كان يعرفهم شخصياً وله افضال كثيرة عليهم ولكن غدروا برشاشاتهم البورسعيد المصرية والشهيد لا يحمل الا مسدساً نفدت اطلاقاته..
اقول وكلامي موجه الى الدولة الجديدة ممثلة بالحكومة ووزارة العدل كونها المعنية. الا يستحق هذا الشهيد التكريم والانصاف وجعل مكان استشهاده معلماً تاريخياً تمجده الأجيال القادمة؟ الرحمة لك أبا ولاء والصبر والسلوان لعائلتك الكريمة.
وما ضاع حق وراءه مطالب.