المنبرالحر

قراءة تحليليّة في-- ديماغوجية طالبي السلطة العراقية/ عبد الجبار نوري

مدخل في الديماغوجية/ أ نّ أصل الكلمة من اليونان وتتكوّن من مقطعين ديما: تعني الشعب وغوجيا: تعني قياده ، وهي أسترتيجية لأقناع ألآخرين بألأستناد ألى مخاوفهم وأفكارهم المسبقة، وهي أستراتيجية سياسية للحصول على السلطة ، أما اليوم فهي تدل على مجموعة ألأساليب والخطابات والمناورات والحيّلْ السياسية ألتي يلجأ أليها السياسيون لآغراء الشعب بوعود كاذبة وخداعة ظاهرياً من أجل مصلحة الشعب وعملياً من أجل الوصول ألى الحكم ، وقد أعتاد الكثير من الساسة اللجوء لأستخدام أساليب السفسطة واللعب على مشاعر ومخاوف الشعوب ، وهي أحدى ألأساليب السياسية للأحزاب البرجوازية ، وهي موقف شخصي أو جماعي يقوم على ألأطراء في أمل الحصول على تأييد الرأي العام أستناداً ألى مصداقيتهِ( القاموس السياسي / عبد الرزاق الصافي).
وسائل الديماغوجية/ أولاً/ طالبو السلطة يلجؤون ألى وسائل أيحائية عبر غسل ألأدمغة وما يشبه التنويم المغناطيسي بأنّ برنامجهُ السياسي أو الحزبي قريب للواقع والمنطق . ثانياً/ ألآخر يتجاوز المنطق كحصر الخيارات في أثنين متضادين كالقول أما وطني أو عميل .
قراءة في سايكولوجية حكام العراق منذ التأسيس / من البديهي أنّ الحكام والذين أستلموا صنع القرار السياسي في العراق هم جزء من المجتمع يحملون جيناتهِ وموروثاتهِ تحت أسم ( الشخصيّة العراقية) ألتي بحث تحليلها السايكولوجي العديد من الباحثين وأبرزهم الباحث الدكتور علي الوردي في كتابهِ وعّاظ السلاطين **حين أكد على ظاهرتي البداوة والمدنية في الفرد العراقي وكشف زيف وأنتهازية وعاظ السلاطين وميكافيليتهم وهواجسهم السلبية الشريرة وأستنادا ألى هذهِ الحقيقة التأريخية { أنّ أغلب طلاب السلطة في العراق وصلوا (بديماغوجية) الى القمة في هرم السلطة. **أنّ الشخصية العراقية مثيرة للجدل ودائم ألأعتراض وعدم الرضا من الحكام . ** هُمْ سريعو الغضب مستعدون دائماً للأنتفاض والثورة . ** العراقيون متطرفون في الطاعة والمعصية ( الكامل في التأريخ) .** وأضاف الوردي أنّ العراقي يميل للزعامة والقيادة والتسلط ويأبى أنْ يُقادْ بل هو ألذي يجب أنْ يقود على الدوام . وأسباب ظهور هذهِ السلبيات والتداعيات في الشخصية العراقية 1- الغزوات والحروب . 2-الفيضانات . 3- المجاعات التى أجتاحت العراق بسبب حصار الغزاة . 4- الطاعون . 5- ألأمية والجهل .6- فوبيا الحاكم المستبد . 7- التباين الطبقي الهائل في المجتمع الذي أفرز النزعات الجرمية واللصوصية والتخريبية ( تأريخ العراق السياسي/ المؤرخ عبد الرزاق الحسني / وأبن خلدون في مقدمتهِ عن أعراب البداوة ) ، ولو أستعرضنا التأريخ السياسي للذين لهثوا للفوز بالكرسي جلّهم يحمل فايروس ( الديماغوجيا) ، فعلى سبيل المثال لا الحصرجميع الأنقلابات العسكرية التي فرضتْ نفسها على قمة الهرم السياسي ، كأنقلاب الزعيم بكر صدقي 1936 فقد كانت لهُ ميول ( قومية عربية) رغم أنّهُ من أبوين كرديبين ، فقد روّجَ لأفكارهِ الشوفينية في أستعلاء القوميات على الشعوب والمتزامنة مع المد النازي في الثلاثينيات ، لذلك فقد تلاقفهُ أنصار القومية العربية من طبقة الحكام العراقيين ، وأنقلاب رشيد عالي الكيلاني 1941 عبر التمجيد بمبدأ (القومية) تقليداً للنازية الألمانية ، أنقلاب شباط الأسود في 1963 بزعامة قادة حزب البعث ألذين ألغوا الجمهورية ألأولى( بديماغوجية بأمتياز)، وأنقلاب 1968 الصدامي الذى حكم العرق أكثر من 35 سنة ، وهذا أيضا جاء بديماغوجية وميكافيلية وبراغماتية بعد أن وضع الشعب أمام فوبيا الشيوعية ، وزيف بعث ألأمة العربية الخيالية وفشل شعارات الحزب ألتي روّجَ لها في أماني سرابية لم يتحقق منها أي شيء في وحدة كاذبة و حرية زائفة وأشتراكية موهومة).
حكامنا الجدد بعد ألأحتلال 2003
صحيح أنّ الديمقراطية أحدثتْ أنفتاحاً داخلياً وأقليمياً ودولياً ، وتعدديةً حزبية ، وتداول للسلطة بشكلٍ سلمي ، ألا أنّ التعددية الحزبية في العراق جاءتْ منفرطةٍ وغير محددةٍ وذلك لغياب الأطار القانوني ألذى يحدد وجود الأحزاب ، وينظّمْ عملها فظهرت على الساحة مئات الأحزاب و دكاكين كتل وكيانات والعشرات من منظمات المجتمع المدني وأغلبها كانت في منافي دول الغربة ، وهي تحمل فايروس المحاصصة البغيضة في الطائفية وألأثنية العرقيّة والمناطقية، وحين تشكلت أول كابينة وزارية تألفتْ من 42 وزارة موزّعة حسب الطائفة والعرق والدين والمنطقة ، وتسرب الدمار والخراب في الدولة العراقية وتمزّقَ نسيجهُ الوطني ، وغابتْ (الدولة المؤسساتية)، وعندما أخضِعَ الجميع لصناديق الأقتراع حسب مباديء الديمقراطية ، تقدم أغلب المرشحين مجردين من أية برامج أنتخابية وطنية بل مجرد وعود زائفة وقتية وآمال أيحائية خيالية وهمية مؤطرة بكلمات مكررة مملّة معسولة شائعة مثل {سوف ، سنعمل ، سنوفّر ، سنبني ---- س—س --- س --- !!!!! } وهي أدوات " الديماغوجيه" بأمتياز ، لذا فشلت حكومات بعد السقوط ولأحد عشرعاماً في جميع المجالات السياسية وألأقتصادية وألأجتماعية وألأمنية وعلى صعيد البنى التحتية ، ووصل العراق لحافة الهاوية ، وأنثلمتْ سيادتهُ بأحتلال أجزاء من أراضيه المقدسة في نكبة حزيران العراقية 9-6-2014 من قبل منظمات أرهابية عابرة للحدود، أنتهكتْ شرف العراق بسابقةٍ مأساوية مروّعة لم يشهد لها العالم مثيل في القتل والسبي وأستحداث (دكات) النخاسة العباسية بل أنّ كل العراق اليوم معروض في مزاد العهر ألأمريكي – صانع داعش-- وما كثرة المشترين !!! في زمن موت الضمير البشري وغياب المثل والقيّمْ---- ولك الله يا وطننا الممزق ، وشعبنا الجريح الصبورالذي تحدى أيوب بصبره على المحن ، وبوركت يا عريان سيد خلف وأنت القائل: { والله جا ملْ أو جزع لو قصتي على أيوب تزدي !!!!!!!!!!! }