المنبرالحر

السنة الدراسية الجديدة سنة الارهاب والمآسي / نعمت الاغا

يستقبل طلبتنا عامهم الدراسي 2014- 2015 بقلق شديد غطى كل ما كان يتكون لديهم في الاعوام السابقة من فرحة بالنجاح اوصلتهم الى المرحلة المتقدمة، وخلقت لديهم الاندفاع لتعليم فعال يوصلهم الى مراحل دراسية أكثر تقدماً، وتؤهلهم لخدمة وطنهم وشعبهم، وزرعت بديلا عنه من القلق وانواع المخاوف التي وصلت الى حد خوفهم الشديد من عدم رجوعهم الى بيوتهم التي نشأوا وترعرعوا فيها والى مدارسهم التي تربوا فيها، هذا بالنسبة لمن ذاقوا مرارة الارهاب والتهجير على يد عصابات داعش المجرمة، اما الذين هجروا منازلهم بسبب من فقد الحمية والغيرة?على جيرانه فهم اشد خوفاً على عدم امكانية رؤيتهم لمدارسهم مرة أخرى، وهؤلاء الاكثر يأسا والأشد الماً ولوعة وهم ضحايا عدم قيام الدولة القانونية، وعدم احترامها ورعايتها للحقوق والحريات العامة ونظام التعبئة القانونية يعني خضوع الدولة للقانون بكامل تشريعاتها واداراتها وفضائها. أي ان جميع السلطات تخضع للقانون وتتقيد باحكامه ويتحقق صالح المواطنين وتحمي حقوقهم من تعسف المتعسفين وجور الجائرين ما دامت الدولة تخضع للقانون. اما إذا كنا في انهيار امني مريع، نتيجة لنهج المحاصصة المقيتة الذي كان شائعاً خلال العشر سنوات ا?ماضية والذي تفاقمت فيه مظاهر الإقصاء والتهميش والتسقيط السياسي وانتشار الفساد المالي والاداري وضعف الخدمات.
ان ما حصل في الموصل، وفي مناطق متعددة غيرها، لم يكن جهد فئة خاصة واحدة، وانما هو عمل منظم لتحالف واسع، هدفه الانقضاض على العملية السياسية، وانهاء الوضع القائم وارجاع العراق الى عهود الاستبداد والدكتاتورية. فقد اشارت الاحصاءات انه في شهر حزيران من عام 2014 وحده استشهد اكثر من (5536) عراقيا وان منظمات الاغاثة الدولية قد قرعت جرس الانذار بشأن مليون ونصف مليون نازح داخلي وخارجي.
ونحن نقول ان من ضمن المهجرين بهذه الاعداد الهائلة، طلبة الامتحانات العامة الذين اصابهم التهجير قبل اداء امتحاناتهم، فعذاباتهم ومعاناتهم مضاعفة وشديدة الأثر على نفوسهم الشابة الرقيقة، بسبب العلاقة المباشرة لهذا الأمر بمستقبل حياتهم، ولا بد لاولي الأمر ان يضعوا حلا ناجحاً لمعالجة مثل هذا الأمر الجسيم.
ومن اجل ان لا تتكرر قضايا المهجرين من قبل الارهابيين الداعشيين او غيرهم القادمون من خارج الوطن، على الحكومة الجديدة الألتزام التام ببرنامج زمني امام البرلمان يتضمن سيطرة الدولة على اراضيها وتحريرها من الارهابيين اولا، وثانياً: نزع سلاح جميع الميليشيات، وتلبية المطالب المشروعة للمحافظات المحتجة، ومعالجة الصراع المسلح فيما يتعلق بالمهاجرين والنازحين.