المنبرالحر

الألوان وحاجز الألوان والتغيير / ريسان الخزعلي

* ليس المقصود بالألوان وحاجز الألوان في هذه الاشارة، أقلام الرسم ذات الألوان المتعددة، والتي كانت توزع لنا في الابتدائية مع كراسة الرسم، وتبعث فينا شيئا من المسرّة، ولا اعرف ان كانت توزع الان! كما لا نعني بها الألوان الأساسية والألوان المشتقة في تعريفات فن الرسم، حيث تشتق كل الألوان غير الأساسية من الألوان الأساسية (الاحمر، الأزرق، الصفر)، وانما المقصود، الحالة (اللونية المجتمعية) التي تحصر المنافع الاجتماعية (الوظائف، الخدمات الثقافية والتربوية، السكن، الفرص التنافسية.. الخ) بيد جماعة معينة، تعمل على منع جماعات اخرى تعيش معها في المجتمع الواحد، من الاستفادة من هذه المنافع تحت مبررات ذرائعية لا تمت للحقيقة بأية صلة. ومناسبة الكلام هنا، هي عملية الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة، ويبدو ان هذه العملية تجيد التمييز بين الألوان الأساسية و(المشتقة)، ولديها حاجز لوني لا يمكن اختراقه.
* ان الشعب العراقي، عندما أقدم على الانتخابات، كان من اجل انتخاب اعضاء برلمان او مجلس نواب، وليس انتخاب وزراء لان ما يصح في عضو البرلمان من مواصفات قد لا يصح في الوزير، والعكس صحيح ايضا، فالبرلمان اساساً قاعدة قانونية واسعة، لا بد ان تضم قضاة وقانونيين من اصحاب الخبرة الطويلة، وكذلك تضم ذوي الخبرة المتراكمة في الشؤون الاقتصادية والمالية والعسكرية والهندسية والادارية والأمنية. وبتواشج هذه الخبرات مجتمعة، تنتج التشريعات الصحيحة التي تنهض بالبلاد. اما الوزارات والهيآت، فأنها تحتاج التخصصات الاكاديمية والمعرفية والتجارب الميدانية التطبيقية المشهود لها وفقا لنظام الوصف الوظيفي المعروف في كل دول العالم، حيث الشهادة، سنوات الخدمة، التدرج الوظيفي، الدورات التطويرية، البحوث والدراسات، العمر المنتج.. الخ، وبذلك يكون كرسي النائب غير كرسي الوزير. إلا ان الذي يحصل عندنا يخرج عن هذه القاعدة، ويتم تحويل كرسي النائب إلى الوزير بطرفة عين، وقد حصل ما حصل منذ عام 2003 والى يومنا هذا، من تراجع في الأداء والانتاجية.
* لقد تعالت صيحات التغيير في خضم الانتخابات الاخيرة، وكان الشعب يحدوه الأمل بأن يحصل التغيير فعلا.. فما الذي حصل؟ روى لي احدهم وبالعراقي، حكاية شخص اسمه (حسين الزلنطحي) وقد كانت تركيبة الاسم تُثير سخرية الكثير من المحيطين به بسبب اللقب طبعاً، وقد نصحوه ان يقدم طلباً الى محكمة الأحوال المدنية لتغيير اللقب، وفعلا تقدم، ونادى عليه القاضي مستفسراً عن الاسم الجديد الذي يرغب به، الا ان القاضي اندهش ورمى قلمه حينما سمعه يطلب، بأن يكون اسمه الجديد (حسن الزلنطحي!).