المنبرالحر

هل هذا هو المطلوب ؟! / محمد عبد الرحمن

في جلسة مجلس النواب الثلاثاء الماضي، التي خصص الجزء الاكبر من وقتها لمناقشة استكمال الكابينة الوزارية، خصوصا التصويت على الوزراء الامنيين ، قدم العديد من النواب آراء لا يمكن الا الاتفاق معها ، بغض النظر عن دوافعها. وتستحق هذه الآراء التوقف عندها ، ومنها الاشارة السليمة الى عدم ترك الوزارات الامنية شاغرة لتدار وكالة .
واقدر ان الدكتور حيدر العبادي ادرك ثقل المهمة الصعبة في ادارة مهمات عدة في وقت واحد : رئاسة الوزراء ، القائد العام للقوات المسلحة ، وزارة الدفاع ، وزارة الداخلية ووزارات اخرى لا تزال شاغرة ، اضافة الى العديد من المبادرات واللجان التي يترأسها. ولذا قال ، مخاطبا النواب: لا تكلفوني بما لا طاقة لي عليه ، والح على اقرار تسمية الوزيرين الامنيين المقترحين. ولكن ظهر ان للكتل السياسة المتحاصصة ، خصوصا التحالف الذي يمثله السيد العبادي ، حسابات وتقديرات اخرى ، يبدو انها كانت من اسباب بقاء الوزارات الامنية شاغرة?طيلة الدورة الماضية .
وفي الجلسة نفسها ، وعند الاشارة الى الملف الامني، قيل انه سائر الى تدهور متواصل. ولا يقتصر الامر على ما يقوم به داعش الارهابي ، وتسلطه على ما يقرب من ثلث مساحة العراق ، بل هناك ايضا حالة الانفلات والفوضى وعدم التحكم والسيطرة على قوى معينة وجماعات مسلحة ، استغلت الحالة الناشئة إثر سيطرة داعش على الموصل ، لتقوم باعمال قتل وخطف ونهب وسطو مسلح وسيطرة على اراضي ودور عنوة وتحت تهديد السلاح ، واجبار عوائل على ترك مساكنها والرحيل الى المجهول. وكل ذلك يجري امام انظار القوى الامنية العراقية بدون ان تحرك ساكنا ?تتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة والحد منها .
العبادي التزم بالموعد الذي اعلنه وقدم اسماء مرشحيه لملء الفراغات في الكابينة الجديدة، مشيرا الى ان من يقول ان بامكانه النهوض بكل تلك المهمات التي ذكرها ، ليس واقعيا ، وبعيد عن جادة الصواب. وحذر من ان عدم انجاز ذلك في الوقت المحدد ، سوف يعقد الموضوع ويجعل المهمة اصعب في المستقبل. وذلك ما حصل في جلسة مجلس النواب الخميس الماضي ، حين ارجيء امر استكمال الكابينة الوزارية الى وقت آخر مفتوح ، لا احد يدري كم يطول !
وبغض النظر عن الاسماء المقترحة ومدى ملائمتها للمناصب المرشحة لها ، نسأل هل ان ما حصل هو المطلوب في هذا الوقت العصيب الذي يمر به البلد ؟! وهل بهذه الطريقة تفعّل كل الادوات لمجابهة الارهاب ؟ ام ان المصالح والتدافع على المناصب خلال سير مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية ، وهو ما ظهر جليا واكثر من اي وقت مضى ، هو الفيصل والحاكم وله الاولوية .. وليحترق الوطن واهله !