المنبرالحر

كوكب الحروب / حازم كويي

منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها بالانتصار على الفاشية ،تنفست الشعوب الصعداء ان عصراً من السلم والاستقرار سيسود العالم ،لكن الحروب والنزاعات على بقاع كوكبنا لم تتوقف، اضافة للتشرد الذي يصاحبه وخاصة بعد انهيار النظام الاشتراكي اواخر القرن الماضي وسيطرة نظام القطب الرأسمالي الواحد، فالملايين من البشر هربوا من بلدانهم او مدنهم والذي ُقدِر بحدود 50 مليون انسان .
وحسب معهد الابحاث السلمية فأن هناك 30 منطقة صراع مسلح، حيث الكثير منهم يلاقون حتوفهم من خلال الاسلحة الفتاكة والتي تصدر من دول عديدة ومنها المانيا الاتحادية كالدبابات والفرقاطات واجزاء من الطائرات الحربية الى دول مثل الجزائر واندنوسيا والعربية السعودية والى اكثر من 50 دولة أخرى في العالم .
واصبح الجيش الالماني متواجداً في العديد من دول العالم وبالاخص المناطق الساخنة بالصراعات والقتال.
وعندما تلتهب هذه المناطق قتلاً ودماراً، يضطر الناس الى الهرب من هذا الجحيم الى العديد من الدول سواءاً المجاورة لها او الى اماكن اخرى،ومنهم من يهربون عن طريق البحر المحفوف بالمخاطر وكما يحصل في منطقة البحر الابيض المتوسط للوصول الى اوربا والذي عبرهُ هذا العام حوالي 100ألف لاجئ عدا الذين غرقوا فيها بالمئات وماتت امنياتهم بين امواج البحر المتلاطمة .
وحسب احصائية الامم المتحدة المختصة باللاجئين فقد كان عددهم في عام 2013 فقط بحدود 11 مليون انسان ،توزعت بالشكل التالي :
• من سوريا 2,468مليون.
• افغانستان 2,556 مليون.
• الصومال 1,121مليون.
• الكونغو 499,500ألف.
• السودان 649,300ألف.
• العراق 401,400ألف.
• كولومبيا 396,600ألف.

اضافة لدول عديدة اخرى يطول ذكرها.

والمناطق التي حدثت فيها النزاعات والحروب وخاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تتوزع تأريخياً منذ عام 1947 وحتى الآن في كشمير"الهند"،فلسطين ،ماينمار،اندونوسيا ،فيتنام ،الهند،كولومبيا ،العديد من دول افريقيا ،لبنان ،العراق ،افغانستان ،حرب تركيا ضد الشعب الكوردي ،سوريا ، القوقاز في روسيا ،اوكرانيا..الخ
ان هذه الحروب تولد مشاكل اجتماعية ونفسية معقدة اضافة الى الامراض والاوبئة وحالات الجوع والتغذية السيئة نتيجة الهروب وعدم الاستقرار وتاثير ذلك على البيئة والكوارث الطبيعية ،هذه التحديات التي تواجه العالم لايمكن حلها بالوسائل العسكرية،فمصانع الاسلحة الحربية الاميركية والاوربية تجني ارباحا خيالية وهي تبحث عن الاعداء كسوق للتصريف ولكي يرجع العالم وبكل مكوناته الى الحالة الطبيعية ،يكون من واجب كل المؤسسات العالمية ومنها بالاخص منظمة الامم المتحدة ان تأخذ المبادرة بالمزيد من الديمقراطية وتفعيل قضية حقوق الانسان والحفاظ على كرامته وحق تقرير الشعوب لمصيرها بنفسها والتي تصبو لتغيير نمط حياتها الى الافضل بدلا من اولئك الذين ينصبون انفسهم شرطيا على العالم والتلاعب بمقدرات البشر.