المنبرالحر

محرم الحرام والنازحون / حمزة عبد

 بعد أيام سيحل شهر محرم الحرام الذي يحييه الكثير من أبناء الشعب العراقي من المسلمين الشيعة، ومن طقوسه أن تقام المواكب والتعازي على كل الطرق بين مدن العراق المتفرقة وستقوم هذه المواكب اضافة الى البيوت في المدن القريبة من الطرق في استقبال الزوار من المشاة وحتى من يستقلون السيارات المتوجهة الى كربلاء المقدسة حيث مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس (شهداء معركة الطف)، وكما هو معروف تقام الولائم من قبل هذه البيوت والمواكب إضافة الى من سيقيم محطات لتوزيع الأكل الجاهز وبكميات كبيرة تزيد حتى عن حاجة الزوار اضافة الى توفير مستلزمات الخدمة الأخرى من منام وغسل الملابس وغير ذلك، وهذا العمل سيكلف أموالاً طائلة تساهم في هذا المال الحكومة وأحزاب ومؤسسات وتجار ورجال أعمال ودول الجوار وأناس مؤمنون وآخرون من يملكون المال. هذه الطقوس كما هو معروف تقليدية ومحترمة وتعبر عن معتقدات الناس، ولكني أود أن أخاطب المرجعية الدينية العليا وأتمنى عليها ان تصدر فتوى أو مايشبه ذلك وحسب ما يروه مناسباً ولا يتعارض مع موقع المرجعية وتوجهاتها أو التقليل من شأنها، إصدار فتوى تتضمن توجيه هذا المال الذي يصرف للأغراض المذكورة أعلاه الى مساعدة ملايين النازحين والذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية خاصة وفصل الشتاء على الابواب، حيث وقبل أيام سقطت الأمطار في مناطق النازحين وتسبب الفيضان الذي حصل جراء المطر بغرق خيم النازحين وتدمير ما يملكون بالرغم انها قليلة ولا تفي بأحتياجاتهم اليومية .
ان النازحين وهم من أبناء شعبنا يستحقون الدعم من كل المؤسسات العالمية حسب قوانين حقوق الانسان العالمية ومن كل عراقي بغض النظر عن إنتمائه السياسي والعرقي والديني، فكيف بالمرجعية وهي التي تعتبر راعية الأمة.
صحيح إن رعاية النازحين من واجب الحكومة العراقية بالاساس ولكن هذا يتطلب وجود حكومة وطنية مقتدرة بعيدة عن الفساد والطائفية والمحاصصة ليصبح حل قضية النازحين سهل جداً سيما وأن إمكانات العراق المالية كبيرة، وربما نبرر للحكومة الجديدة أنها ورثت من حكومة المالكي السابقة سلبيات كبيرة تحتاج وقتاً لحلحلة الحال والتوجه للقيام بواجباتها ومع الأسف الشديد يجري الحديث عن تهم فساد في اللجنة التي شكلت لاغاثة اللاجئين والنازحين وهذا يجري في عهد الحكومة الجديدة.
لهذا وبما ان الأمر يتطلب الحل السريع لذا ستكون خطوة المرجعية بالدعوة الى تحويل صرفيات مناسبة محرم الحرام الى دعم النازحين مساهمة كبيرة جداً لإنقاذهم من الحال المأساوي الذي يعيشوه وبهذا سيسجل التاريخ حدثا لا ينسى للمرجعية.